في برنامجها الذي تبثه قناة سودانية 24 استضافت الإعلامية د. عفراء عبدالرحمن، الفريق ياسر العطا عضو المجلس السيادي.
ركز الحوار على فض اعتصام القيادة العامة، والأسباب التي أدت إليه، وتطرق إلى الأسباب التي دفعت الجانب العسكري لتنفيذ انقلاب الـ25 من أكتوبر.
وتناول جهود الحوار التي يقودها الجانب العسكري مع القوى المدنية لتشكيل حكومة ذات قاعدة كبيرة. وتحدث العطا عن دوره في الحوار السياسي والقوى التي قابلها، والتي ختمها بزيارة سجن سوبا، حيث ألتقى أعضاء لجنة ازالة التمكين.
لم تقم الإعلامية عفراء بسؤال الفريق العطا عن شركات الجيش التي تم تكوينها من أموال الشعب السوداني، وأسباب رفض الجيش أيلولتها لوزارة المالية.
ولم يتطرق الحوار إلى الأسباب التي دفعت الجانب العسكري لإعادة سلطات الاعتقال لجهاز الأمن، ولا أسباب عودة الأمن الشعبي، كما لم يتناول الحوار مطلقاً أسباب إطلاق سراح قادة نظام المؤتمر الوطني وتصدرهم للمشهد السياسي – كالبروفيسور مأمون حميدة – إلى جانب ظهور قيادات مطلوبة للقضاء – المتعافي – علناً، دون أن تتحرى الدولة عن السر وراء ذلك.
مقتطفات من الحوار
ياسر العطا:
– انحزنا للثورة بكل صدق وتفاعلنا مع بايجابية وبكل الوجدان لاسنادها
– اعترف بأن هنالك أخطاء ارتكبناها كمجلس عسكري
– وهنالك أخطاء ساقتنا إليها الظروف ولم نكن ننوى ارتكابها
– وهنالك أخطاء تم الباسها لنا كعسكريين
– أكبر خطأ قبولنا بشراكة المكون المدني في المجلس السيادي الذي كان يجب أن يكون تشريفياً، فقد أخطأنا عندما تدخلنا في العمل التنفيذي للدولة
– من الأخطاء غياب الخطاب الاعلامي العسكري في توضيح رؤيتنا للشارع في كل مراحل الثورة
– أهملنا في التعاطي مع الاعتصام بصورة ايجابية، فقد كان يحقق أهداف كبيرة، ووجودة في ساحة القيادة كان يؤمن الدولة من الانقلابات
أذكر أن بعض الإخوة في تجمع المهنيين فكروا في نقل الاعتصام إلى ساحة الحرية، وقمت باقناعهم بالابقاء عليه في مكانه حتى نتمكن من السيطرة على المؤسسة العسكرية ولكن شاء القدر أن يفض الاعتصام في ليلة سيئة.
– نحن كعسكريين ما كنا متضايقين من الاعتصام، فقد كان يساعدنا في ترتيب أوضاعنا العسكرية
من أخطاء الاعتصام :
– قفل خط السكة حديد
– تجويع بعض الولايات
– جهات داخل الاعتصام وجهت إساءات كبيرة للجيش – البروفيسور محمد المصطفى – القيادي في حركة الحلو مثالاً..
– لم يكن المقصود فض الاعتصام بل فض منطقة كولومبيا التي أصبحت بؤرة للفساد، أصبحت تسئ حتى للثورة، وحدث فيها حوادث نهب
– فض الاعتصام كان أمراً مؤسفاً، وكنا لا نتمنى أن يحدث ما حدث، ولكن في تاريخ السودان حدثت مثل الحادثة، ونتمنى أن ننسى هذا الأمر رغم أنه يمثل غصة ومرارة لزوي الشهداء ولنا.
25 أكتوبر
رداً على سؤال حول التحقيقات التي أجراها الجانب العسكري حول اغتيال الثوار بعد انقلاب 25 أكتوبر.
قال العطا:
– الثوار هم مصابيح العطاء لثورة عظيمة، انهم مصابيح النور التي تضي الطريق لنا، التعازي لكل أسرهم الكريمة
– نحنا مع العدالة، التعليمات والأوامر في كل الاجتماعات عدم حمل السلاح الناري، كل التوجيهات التي تصدر من القيادة العسكرية
البرهان يكرر دائماً “ما داير أي عسكري يحمل عسكرية”، ولكن هنالك اعتداءات على عربات الشرطة، وعلى رجال الشرطة.
قلنا أن الحكمدار يجب أن يحمل عدد محدود من الذخائر، وفي نهاية اليوم يوضح العدد الذي استخدمه.
– هنالك معادلة من طرفين الأمن، ومحاولة عدم الاعتداء على مؤسسات الدولة، وضرورة الأمن الحتمية، وطرفها الثاني ضروريات الحريات للمواطن السوداني، و
الحرية المدنية في التعبير والتظاهر.
ولكن هنالك مشكلة أننا انتقلنا من وضع دكتاتوري شمولي، وهذا الانتقال معقد ولا أظن أن دولة في العالم يمكن أن تنتقل من نظام شمولي بأهازيج إلى نظام يدعم الحريات الاساسية والواجبات في ظل النظام المدني.
ورداً على سؤال حول الخلافات الجذرية التي حدثت بين الشركاء في الحرية والتغيير، قال العطا:
– السوداني معروف في عاداته، وعنده نوع من الغرور والكبرياء، وليس فقط المدنيين بل بناحية أكبر من جانبنا نحن العسكريين
وعن أسباب انقلاب 25 أكتوبر قال العطا
الجانب المدني كان يتكون من سبع مكونات داخلها 86 مكون
ولكن المتبقي في الشراكة كان عدد قليل، تم تسميتهم اربعة طويلة، وكانت العلاقة تحتاج إلى قاعدة أكبر لدعم المرحلة، وقد لاحظنا أن الدعم الشعبي للحكومة الانتقالية أصبح فاتراً،.
واستعادته لن تتم دون اشراك أكبر عدد من القوى الثورية، ولكن مركزي الحرية والتغير كانت ترفض هذا الأمر.
لاحظنا في الجانب العسكري أن الحرية والتغيير تستخدم كروت ضغط ضدنا مثل العدالة الانتقالية، وهو يستخدمون الاعتصام ككرت ضغط ضد الجانب العسكري.
وزاد الفرقة بيننا وبين شركائنا في الحرية والتغيير وجود مطامع سياسية لدينا كعسكريين، لذلك كان هنالك تخوف من المدنيين من أن يغدر بهم العساكر، وأن هذا الأمر لن يقود إلى انتخابات حرة ونزيهة.
فبدأ كل جانب من شركاء الفترة الانتقالية، يرفع كروت الضغط تجاه الجانب الآخر.
سألت عفراء العطا… من مبررات 25 أكتوبر ملف الأمن، ولكن بعدها ذلك التاريخ ازدادات المخاطر الأمنية. اضافة إلى الملف الاقتصادي، بينما صار الوضع الاقتصادي أسوأ مما كان عليه قبل الانقلاب..
العطا اعترف بأن الوضع السياسي متأزم، وأنهم في نفق يحاولون الخروج منه.
وقال بأن الاقتصاد لن يذهب الى الامام، ولكن نسعى لتوفير الخدمات الضرورية
ونحاول أن نصحح المعادلة الأمنية، بحيث تزداد الفاعلية الأمنية لضبط التفلتات وتأمين المواطن..
– الأمن لا نحسبه في الخرطوم بل في كل السودان، وكل الجهود مبذولة
ومساء اليوم خرجنا من اجتماع للمكون العسكري وقادة الأجهزة الأمنية كان منصباً حول الأمن في ولاية غرب دارفور
– الوضع الاقتصادي لا بد للأزمة السياسية أن تحل
ورداً على سؤال حول مفاوضات سرية يقودها العطا مع القوى السياسية السودانية؟
العطا: وصولاً لتوافق لتصحيح مآلات الواقع لابد من الحوار مع كافة القوى الثورية
– قادة المؤسسة العسكرية يؤمنون بالحوار، فهو المخرج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد
– البرهان هو على رأس هذا الأمر، ومعني بتوجيه الحوار للوصول للنتيجة التي نصل بها
– كباشي يقود حواراً، أنا أقود حوار مع قوى ثورية
نحن مهمومون بتجميع كل هذه الرؤي فيما اتفق عليه، ونقرب بين وجهات النظر
– التقيت بكل القوى التقيت بها عدا الحزب الشيوعي
نحن العسكريين زاهدين في السلطة، وهذه الأمانة يجب أن تسلم لقوى متوافقة سياسياً
ونعرف أنه مستحيل أن يتوافق الجميع ولكن الحد الضروري من التوافق هو المطلوب
– نحن في المرحلة الأولى من الحوار الذي يهدف إلى ترسيخ الدولة المدنية لأطول فترة ممكن أو إلى الأبد
وفي هذه المرحلة نعمل على التهدئة وتطييب الخواطر
– اجتمعنا مع مركزي الحرية والتغيير ووجدنا أنهم لا يحملون مرارات، لا جراحات، ولا غبن.
كل همهم تحقيق أهداف الثورة الموجودة في الوثيقة الدستورية، ولا يهمهم أن تكون الحكومة منهم
– إلتقيت بعدد من السياسيين في عدد من اللقاءات قبل ذهابي إلى سجن سوبا
من مركزي الحرية والتغيير ومن جماعة الميثاق، الرئيس برهان وحميدتي وكباشي يلتقون أيضاً بمكونات سياسية..
– كنت رئيساً للجنة ازالة التمكين، وعند زيارتهم وجدت أن ردهم واحد: لابد من خلق بيئة للحوار، لن يتخلوا عن أهداف الثورة، المضمنة في الوثيقة الدستورية 16
ووقف العنف تجاه الثوار، فقد تحدثوا عن اعتقال الشباب الثوار في لجان المقاومة، في كوستي في دبك وفي بعض الولايات. وجيش واحد، بجدول زمني.
وهم أيضاً أبدوا عدم رغبتهم في السلطة، وطالبوا بحكومة مستقلة تكنوقراط، ولكن لابد من الاتفاق على آلياتها
العطا:
– لجنة ازالة التمكين جزء من أهداف الثورة ولكن عدم تكوين لجنة الاستئناف أداء لعدم اكتمال دورة العدالة.
عفراء سألت أن أعضاء لجنة ازالة التمكين متهمون بجريمة خيانة الأمانة؟!
العطا .. بكل صدق وبكل شفافية ووضوح، أخي سلك لم تكن له علاقة بلجنة ازالة التمكين، وغير ممارس وليس لديه علاقة مباشرة
أخي الفكي، طه عثمان، وجدي صالح، بابكر فيصل في اللجنة العليا للجنة ازالة التمكين وهم متهمون بخيانة الأمانة
وأقولها للتاريخ أن هؤلاء الأربعة من أأمن ابناء السوداني، واذا قدموا للعدالة سيخرجوا بالبراءة.
المصدر: الراكوبة