وفاة الحجاج مسؤولية الدولة المنظمة
فجع المسلمون هذا العام بوفاة عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام وسط تضارب في الأنباء عن عدد الضحايا وظروف الوفيات لكن تبقي المسألة محزنة ومؤلمة وتستدعي التفكير الجاد في بحث السبل الأفضل لمنع تكرار هذه الحوادث الصعبة والتي يتجاوز الحزن فيها بيوت اهالى الحجاج الذين لقوا حتفهم إلى كل المسلمين الذين يبتهلون في كل عام ان يمر موسم الحج امنا ويرجع الحجيج إلى اهلهم آمنين سالمين.
وبعيدا عن بحث الأسباب المباشرة التي أدت للفاجعة والنقاش فيها وقبول كلام هذا أو ذاك فان ما لاشك فيه ان تنظيم الحج وتوفير وسائل الامان للحجيج والحفاظ عليهم حتى العودة إلى اوطانهم تبقي مسؤولية الدولة المنظمة ولا يعفيها عن ذلك إثبات تقصير جهة ما داخل او خارج المملكة العربية السعودية ومسؤوليتها
عن ذلك إذ تبقي السعودية هي المسؤول الأول عن كل ما يقع في الحج.
وتتحدث الانباء عن وفاة أكثر من الف وثلاثمائة حاج وان ما يزيد عن الخمسين في المائة منهم من الحجاج المصريين ، في كارثة صعبة حلت بالحجيج هذا العام ، ولايمكن عدم تحميل السعودية مسؤولية ما حدث فهي المسؤول الأول كما قلنا بغض النظر عن وجود اى اسباب أخرى كالقول ان اغلب الضحايا سافروا إلى السعودية دون الحصول على التصاريح الرسمية الخاصة بالحج، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وقال شهود عيان ان موجة الحر القاتلة أدت إلى وفاة أكثر من ألف وثلاثمائة وحاج خلال موسم الحج، وتحدثوا عن عدم توافر أماكن الإقامة والخدمات الأخرى مثل مراكز التبريد،
ووفقًا لمركز الأرصاد الجوية السعودي تجاوزت درجات الحرارة في مدينة مكة المكرمة 51 درجة مئوية خلال موسم الحج،
ومع هذا الزعم ومحاولة التبرير فان قرابة نصف الضحايا كانوا قد جاءوا للسعودية بناء على إجراءات سليمة وبالضولبط المعمول بها مما ينفي الزعم القائل بأن الحجاج الذين توفوا كانوا قد دخلوا بطريقة غير رسمية وبالتالى لم تتوفر لهم الخدمات التى تمتع بها الحجاج الرسميون.
وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت، الأحد الماضي، تسجيل “2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات”. لكنها لم تعطِ أي معلومات عن الوفيات
وقال شهود عيان إن “ارتفاع درجات الحرارة وصل حتى إلى الأماكن المكيفة، إذ اضطر الحجاج إلى نثر الماء فوق بعضهم البعض، في محاولة لتفادي الإجهاد الحراري
وأضاف الشهود أن “بعض الحجاج، قضوا أو انهاروا أثناء سيرهم كيلومترات تحت الشمس، وسط ارتفاع درجات الحرارة”.
وقال الشهود إن “الحجاج غير المسجلين رسميا، مُنعوا في بعض الحالات، من الوصول إلى الخيام المكيفة ومراكز التبريد الرسمية الأخرى، حيث يمكن لحاملي تصاريح الحج تفادي درجات الحرارة المرتفعة”.
وذكرت الصحيفة نقلا عن شهود عيان، أن “بعض الحجاج غير المسجلين الذين تعرضوا للمرض أو الإجهاد الحراري، لم يطلبوا المساعدة الطبية، خوفًا من أن تقوم السلطات السعودية بإبعادهم”.
سليمان منصور