وعي وبصيرة اليمنيين من اسباب تفوفهم
وعي اليمنيين بطبيعة الصراع مكنهم من معرفة ابعاده والادوار التي يطلع بها اللاعبون الإقليميون والدوليون في هذا الصدد مما جعل الرؤية واضحة عند اليمنيين لالبس فيها ، وبالتالى استطاعوا تحديد موقفهم وموقعيتهم
من الصراع وفقا لما هو بين عندهم وعلى هذا الأساس اختاروا اين يقفون وكيف يحاربون وقبلها كيف يتهيأون لهذا الصراع ويبنون أنفسهم ويجهزون مايلزمهم لخوض هذه المواجهة مع الاستكبار وادواته في المنطقة .
هذا الوعي الذي قرأ به اليمنيون الأحداث والبصيرة التي بها يرون الواقع ويحددون الخطوات اللازم اتخاذها وصولا إلى هذا الهدف الذي رسموه وبينوه لاجيالهم بوضوح هذه الأمور تبين للناس سر قوة اليمن وتفك شفرة استعصي على كثيرين في الداخل والاقليم والخارج استعصى عليهم فهمها ولم يعد بمقدور احد ممن لهم يفهم معالم هذه المدرسة التى تربوا وتعلموا فيها لم يعد بمقدورهم فهم خصائصها لذا لم يعرفوا ماذا جرى حتي استطاع اهل اليمن البروز بهذه القوة التي تتحدي الطغاة الكبار ويعمل لهم الجميع الف حساب وهم الذين تجاوزوا القوي الإقليمية على ما هي عليه من القوة والمنعة والاقتدار ولم يعد بمقدور احد من اهل الإقليم ان يقارعهم ناهيك عن ان يردعهم وهم يتحولون إلى لاعب دولى مهم يجعل البحر الأحمر لأول مرة ومنذ مايزيد عن العقدين بحيرة خالية من الوجود الأمريكي بعد أن اجبرت القوة البحرية اليمنية نظيرتها ألامريكية على التقهقر واخلاء المنطقة وكان الأوروبيون قد هربوا مبكرا من مواجهة هذا المارد اليمني الذي ليس فقط لم يتوقعوا مقدرته على هزيمتهم واجبارهم على الفرار وإنما ماكان يدور في خلدهم ان يقف بوجههم اليمنيون.
ونرجع لنقول ان اول اسباب فهم سر قوة اليمنيين هو الوعي بطبيعة الصراع الدولي والإقليمي على الوطن العربي كما اسلفنا في صدر المقال.
ثم يأتي تفوق القدرة المعنوية لليمن، كعامل مهم جدا يساعد في فهم طبيعة تنامي قدرات اليمن بل تفوقها على الكبار
ولايمكن اغفال الإرادة اليمنية الصلبة النابعة عن الوعي والإيمان وانهم بهذه الإرادة القوية والمتميزة مستعدون لتقحم المخاطر ومجابهة الصعاب لتحقيق الهدف وهو الذي يتيسر لهم دوما والحمد الله.
ومن المهم جدا النظر إلى التفاعل التام بين القيادة والقاعدة والانسجام الكامل بينهما ومع ان التاريخ اليمني مليئ بالشواهد على اتحادهم في بعض القضايا الكبرى وتجاوز اى خلاف يمنع سيرهم معا لأجل تحقيق الاجماع الوطني حول هذه القضايا فان هذا التاريخ يقول ان اليمنيين لم يجتمعوا على شيء في تاريخهم الحديث مثل اجتماعهم واجماعهم على محبة فلسطين ، واستعدادهم الدائم لدعمها بكل الوسائل ، وهذا الذي جعل فلسطين تسمو باليمنيين فوق كل الانتماءات الثانوية، وتعرج بهم إلى معراج القضية المركزية، فنسي اليمنيون انتماءاتهم المناطقية والحزبية والفكرية والمذهبية، واجتمعوا في شراكة وطنية حقيقية حول فلسطين التي أثبتت قدرتها على تحقيق الإجماع الوطني في مجتمع كالمجتمع اليمني الثري بتنوعه.
سليمان منصور