ودعونا نعترف باننا جزء من الازمة
تحدثنا أكثر من مرة كما تحدث غيرنا
عن ان جزء أصيل من الأزمة التي نعيشها سببها نحن ، أو بالأحرى نحن جزء من هذه المشكلة ، وما لم نعترف بذلك فإننا لن نصل إلى الحل لان أولى خطوات تلمسه ان نشحص المسألة بشكل صحيح ونعمل بجد على إيجاد العلاج المناسب.
اذا تركنا جانبا تعاملنا الغير لائق وغير أخلاقي مع الظروف التي نتجت عن الأزمة ، وغضضنا الطرف عن استغلال البعض منا لهذه الأزمة ومحاولات التربح على حساب الاخرين بل على جراحهم والامهم وأناتهم وهو ما قد يبرره البعض بأنه عمل تجاري مشروع وان ارتفاع الإيجارات يحكمه قانون العرض والطلب وليس في الأمر استغلال ، إن كان ذلك كذلك – وهو ليس كذلك – فماذا نقول عن انخراط
اعداد كبيرة من الشباب ببعض المدن والقرى التي سيطر عليها الدعم السريع ماذا نقول عن انخراطهم في صفوف اللصوص واشتراكهم في عمليات النهب والسلب التي ظل يقوم بها أفراد الدعم السريع؟ اليس في هذا ما يؤشر إلى افتقاد جزء من المجتمع للأخلاق والوازع الديني؟
ماذا نقول عن تعامل كثيرين – حتى من غير اضطرار – مع اسواق دقلو بيعا وشراء وهم يعلمون يقينا ان كل ما بها منهوب مغصوب؟
كيف تسمح بعض العوائل لابنائها ان يخرجوا ضمن المستنفرين في الدعم السريع وهم يعلمون انهم بعملهم هذا انما يظلمون الاخرين إذ ينهبون ويسلبون ويغصبون بل يقتلون أبرياء وقد تواترت الشواهد على عظم جرائم الدعم السريع ومع ذلك لايري البعض باسا ان يخرج معهم ابنه ويعود اليه بمال حتى وان كان بعنوان انه راتب فهو في الحقيقة مال حرام والعائلة تاكل وتشرب الحرام وهم يشعرون بالتصالح مع أنفسهم.
اليس هذا بلاء عظيم لايمكن القبول به او السكوت عليه؟
الا يدعو ذلك للقول ان جزء منا كشعب مشارك في العدوان على الأبرياء؟
اليست هذه حقائق؟ ماذا يمكن أن نتوقع؟ اننتظر حلا من أناس هم اصلا جزء من المشكلة؟
من ناحية اخري الا نحتاج إلى إعادة النظر والتفكير فى وسائلنا التي نتبعها لعلاج الأزمة وايجاد سبل نتفاهم بها حول واقعنا؟ لماذا نتجه سريعا إلى اتهام ونخوين بعضنا بعضا؟ الا نستطيع إعطاء بعضنا الحق في مخالفة بعضنا بعضا دون تجريح او تخوين او اتهام؟
ونقرا أدناه عرضا لهذه المشكلة كتبه الاستاذ محمد الضو شولة في محاولته الإضاءة على جانب من الأزمة ، ومما قال :
كشفت هذه المحنة العظيمة التي نمر بها كثيرا من الأزمات التي نعاني منها وندفع ثمنها غاليآ اول هذه الأزمات أن أكثرنا يفتقد لأدب الحوار ومقارعة الحجة بالحجة كما أننا نفتقد لثقافة احترام الرأي والرأي الأخر كشفت هذه الكارثة التي ألمت بنا وتباين الأراء مع او ضد الحرب عن هذه الأزمة بوضوح وظهرت ابرز تجليات تلك الأزمة في تبادل الإتهامات بين الرافعين لشعار لا للحرب وشعار بل بس حيث يصف الطرف الأول الرافعين لشعار بل بس بالبلابسة ودعاة الحرب ويصف الطرف الأخر الرافعين لشعار لا للحرب بالخونة والعملاء حيث يتم إتهامهم بالعمالة والإرتزاق ويتم تجريدهم من الوطنية وضاعت بلادنا بين هاذين الشعارين والكل يدعى صحة الشعار الذي يرفعه ، كنا نؤد أن نري نقاشات تحترم عقولنا وتعتمد علي الحجج والبراهين وتنطلق من حقائق راسخة غير أن ما نراه حاليآ من الملاسانات والمراشقات يمثل ازمة عميقة تعبر عن انعدام الوعي والضمير الإنساني
هذه بعض من مشاكلنا وعلينا الجدية في حلها لنصل جميعا إلى بر الأمان
سليمان منصور