والى الخرطوم يستحق الإشادة به
تمثل ولاية الخرطوم قلب السودان ولن تنجح اي حكومة ان لم تستطع التعامل مع الولاية بحذر وحنكة واهتمام.
مدن ولاية الخرطوم هي اكبر المدن ، والأكثر حاجة للخدمات ، والأصعب من بين رصيفاتها إدارة ، ولن يهدأ بال اي جالس على كرسي الحكم فيها ما لم يستطع تقديم الخدمة المناسبة لسكان هذه الولاية ، وتصعب عملية تقديم هذه الخدمات في بلد مثل بلدنا ، حيث لا بنية تحتية محترمة ، ولا أرضية مناسبة يقف عليها مقدمو الخدمة ، والادهي والامر لا جدية للموظفين والعمال في كثير من مواقعهم حيث التراخي في العمل ، والتسويف وتعطيل مصالح الناس ، واهدار الوقت في ما لا فائدة فيه ، وايضا وجود بعض اللوبيات في أكثر من وزارة ومؤسسة ، وتنشا علاقة مصالح بين بعض الموظفين في دوائر مترابطة ، وفى الغالب يراجعها الجمهور ، مما يفتح بابا للفساد وعدم القيام بما يقتضيه الواجب.
والى الخرطوم الحالى الاستاذ احمد عثمان هو ضابط اداري مارس العمل العام ، وعرف كيف يتصدي لإدارة هذه الولاية الصعبة، ويواجه بعض مراكز الضغط التي قد تكون من ممارسي الفساد ، او لنقل احتياطا انهم من حماة اللوبيات المتكتلة ، والتي تعيق العمل ، وتمنع الشفافية ، وتهيئ الفرص للفساد.
تقول الاخبار ان السيد والى الخرطوم ذهب قبل ايام (دون أن يعلن عن نفسه) إلى احدي وزارات التعامل المباشر مع الجمهور وذهب وسط الناس إلى إجراء معاملة ولما كان متخفيا لم يعرفه الموظفون الذين راجعهم وشاهد بأم عينيه كيف يتم تعطيل مصالح الناس وكيف تمارس اللوبيات فسادها فرجع الي مكتبه وأعلن قراراته الثائرة والتي قضت بضرورة إجراء تنقلات مباشرة وسريعة في كل الوزارات ومنع ان يبقي ان موظف في مكان قضي فيه ثلاث سنوات وان يتم توزيع الموظفين بحيث لايتجمعون في مكان واحد والتركيز بشكل اساسي على الموظفين الذين لهم تماس مباشر مع الجمهور وطالب السيد الوالى كل الوزارات ان تجهز كشوفات النقل وان ترفع له كلها قبل الخامس عشر من شهر ديسمبر الحالى ، وتسود كثير من الدوائر حالة من الترقب والخوف خصوصا تلك التي تدور حولها بعض الشبهات.
في هذه السانحة لابد أن نشيد بجهود السيد الوالى ونقول له سر في طريقك وفكك الدوائر التي تحوم حولها الشبهات وليت ولاة الولايات يسيرون على خطاك ياسعادتك.
سليمان منصور