أخبار السودان :
نشاط مريب لسفير أمريكا بالخرطوم
من الغريب ان يواصل السفير الأمريكى فى الخرطوم نشاطه المريب البعيد عن الطبيعة الدوبلوماسية لعمله ، وذلك فى ظل الضعف الكبير الذى تعيشه الدولة ، وغياب الحكومة بشكل تام ، وخلو الجو لكل جهة ان تفعل ما تريد ، دون حسيب او رقيب.
تحت العنوان الثقافى والاجتماعى يخرج السفير الأمريكى بالخرطوم عن حدود عمله التى يفترض ان يتقيد بها ، لنراه متداخلا مع المجتمع البسيط العادى ، متخذا من شهر رمضان مناسبة للتواصل ، فنراه يوما عند إحدى الفنانات فى أجابة دعوتها (يزور الفنانة ميادة قمر الدين ويتبادلا الهدايا) ، ثم يقوم بدعوة أطياف من المجتمع السودانى لإفطار رمضانى تحت اسم التعايش بين الاديان ، فيلتقى عنده اولاد حاج الماحى ورئيس جماعة أنصار السنة المحمدية واحد ابناء الشيخ ود بدر وشيخ الطريقة السمانية الشيخ محمد حسن الفاتح قريب الله ، وممثل عن كبير المسيحيين فى السودان وآخرين ، وقد خاطبهم السيد السفير بقوله إن أمريكا تدعم الحريات الدينية والتعايش بين الاديان ، ولا يخفى على كل ذى نظر ان أمريكا كاذبة فى ادعائها ، فهى لا تناصر الحريات الدينية والتعايش الدينى كما يزعم السيد السفير ، وإنما تقبل بالمنتمين للاسلام وعموم الاديان الذين لا يعارضون هيمنتها ، ولا يعترضون على سياستها وظلمها واستكبارها ، ولا مشكلة لامريكا مع الإسلام الذى لا يدعو إلى الجهاد والمقاومة والاستقلال ، ولا تقبل أمريكا اسلاما يجاهر بدعم المقاومة ويدعو لمواجهة إسرائيل بل وإزالتها من الوجود ، وأمريكا التى تتحدث عن الحريات والتعايش الدينى والقبول بالاخر هى نفسها التى تصف البعض بالإرهابيين وتفرض عقوبات عليهم لأنهم يعارضونها ، وعليه فمواقفها سياسية ولا علاقة لها باحقاق الحق ومحاربة الباطل كما تدعى ، لذا لا اشكال عند أمريكا أن يجتمع عندها الصوفى الذى لاشان له بالتغيير السياسى ، ولا يهتم بنصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين ، وهو ذات ما يمكن أن نصف به جماعة أنصار السنة.
وبنظرة فاحصة على من دعاهم السفير او اولئك الذين زارهم فإننا نصل إلى رؤية واضحة مفادها ان السيد السفير يريد خدمة مشروعه الذى يهدف اليه وهو إظهار أمريكا فى مرتبة المتفوق على الآخرين الذى يلزم ان يحذو الجميع حذوه ، وان ذلك طريق بناء المجتمعات وإقامة الدول ، ويسعى السيد السفير إلى خدمة هذا الهدف بتوظيف كل من يمكنه توظيفه سواء علم بذلك ولا اشكال له عليه كشيخ الطريقة السمانية الذى يقال ان له ارتباط مباشر مع المخابرات البريطانية بل هو أحد ادواتها لتحقيق ما نصبو اليه ، واخرون يتم توظيفهم بلا علم منهم باعتبارهم سذجا عديمى نظر وليسو من أصحاب الوعى الذين يعرفون أمريكا وخبثها ، وربما كان غالب الحضور فى مائدة السفير الأمريكى او من زارهم ربما كانوا على هذا الوصف والله اعلم.
سليمان منصور