أخبار السودان :
ناى إدريس وجه عربي مشرق بأمريكا
كثيرون هم المناضلون العرب في أمريكا والغرب عموما ، وكثير منهم أمريكيون من أصول عربية ، فمنهم من ولد هناك واخرون ولدوا في بلدانهم الأصلية لكنهم نشاوا وتفتحت مداركهم واذهانهم في الغرب ، ودرسوا هناك ، وهم جزء من هذه المجتمعات يؤثرون فيها ويتارون بها ، وإذا نظرنا إلي بعضهم وجدناهم متعلقين باوطانهم الأصلية ، مطلعين على قضاياها ، متفاعلين معها ، عاملين ما وسعهم ان يعرفوا رصفاءهم في المجتمعات الغربية على مايجرى في البلدان العربية والإسلامية ، محاولين إزالة الغبش عن اعين الناس في الغرب ، والعمل على عكس حقيقة ما يجري هناك ، على الرغم من ضغوط بعض اللوبيات ومحاولات منعها هؤلاء الناشطين من تغيير الرؤية السائدة في الغرب حول المعاناة التي يعيشها اهل فلسطين تحت ظلم الاحتلال.
من هؤلاء الأبطال الذين يشار اليهم بالبنان الأمريكية من اصل لبناني الاستاذة ناي إدريس الموظفة في جامعة نيويورك والتي كتبت عبارة فلسطين حرة واردفتها بعبارة اللعنة على إسرائيل وذلك على طرد بريدي في مكان عملها بمكتبة جامعة نيويورك
هذا السلوك ترتب عليه تعرض ناي لضغوط كبيرة من قبل مجموعات اللوبي الصهيوني في أمريكا ، ونتج عن ذلك فقدانها لوظيفتها في الجامعة وممارسة ضغوط هائلة عليها لاثنائها عن مناصرة فلسطين وقضيتها العادلة لكنها أبت الا ان تواصل في الطريق الذي آمنت به.
وقد دافع كثيرون عن ناي إدريس واثمرت جهودهم اسقاط تهمة “معاداة السامية” بحقها. فقد أسقط مكتب مراقبة سلوك منتسبي جامعة نيويورك تهمة “معاداة السامية” عن اللبنانية ناي إدريس، عقب اتهامها من قبل منظمات صهيونية، بهذه التهمة.
وكانت جامعة نيويورك قد وافقت على تسوية مع نقابة العاملين لإسقاط “التهمة” وإعادة توظيف “ناي” في المكتبة، كما شملت التسوية مكافأة مقابل أجرها المتأخر عن الوقت الذي قضته دون عمل، كما أسقطت الجامعة أيضًا تهمة “معاداة السامية” في رسالة بريد إلكتروني مطلع فبراير الماضي، مشيرةً إلى أن مكتب مراقبة سلوك المنتسبين اعتبر أن الأمر قد تم حله، بعد حملة من الضغط الإعلامي والدعوة النقابية، بما في ذلك الشكاوى المتعددة التي تم تقديمها إلى المجلس الوطني لعلاقات العمل.
وفي وقت سابق، دعت جمعية دراسات الشرق الأوسط رئيس جامعة نيويورك إلى إجراء مراجعة لسياسة عدم التمييز ومكافحة التحرش في جامعة نيويورك لمنع استخدامها لقمع التعبير السياسي المشروع، وتردد منظمة “فلسطين القانونية” هذه الدعوة، وتدعو جامعة نيويورك أيضًا إلى التأكيد علنًا على أن انتقاد إسرائيل هو تعبير سياسي مشروع.
بدورها قالت ناي إدريس تعقيبًا على إسقاط التهمة الموجهة لها: “حقيقة أنني استُهدفت وفقدت عملي تقريبًا بسبب كتابتي بيانًا مؤيدًا لفلسطين ويظهر ذلك تأثير الجماعات اليمينية الإسرائيلية المناصرة على إدارة جامعتنا، ولكن من خلال الاستفادة من قوتنا الجماعية كطلاب وعاملين ومنظمين، تمكنا من إثبات أنه لا يمكن تخويفنا وإسكاتنا ، وأن الصهيونية ليس لها مكان في جامعاتنا”.
التحية للأمريكية لبنانية الأصل ناي إدريس وهي تواجه هذا الضغط الكبير إنتصارا لقضية عادلة.
سليمان منصور