مقاطعة العدو اقتصاديا واجب الكل
تحدثنا في هذه المساحة كثيرا عن المقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة للعدو وأثر ذلك على مسيرة الصراع الكلية ، وعرضنا امس بعض نتائج هذه المقاطعة بحسب اعترافات بعض الشركات ، ولاهمية الموضوع وضرورة تسليط الضوء على جوانب متعددة فيه نقف اليوم معه من زوايا أخرى.
ففي باكستان، التي تضم ثاني أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، بعد إندونيسيا، وعدت الحكومة، في يوليو الماضي، بتشكيل لجنة لتحديد منتوجات الشركات التي تدعم إسرائيل أو جيشها بصورة مباشر أو غير مباشرة وإصدار قرار واضح بمقاطعتها وفق ما نقلت وسائل الاعلام.
وأعلنت شركة “كوكا كولا إيتشيك”، وهي شركة تعبئة “كوكاكولا” في باكستان، انخفاض حجم مبيعاتها في البلاد بمقدار الربع تقريباً على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024،
وقال شخص مطّلع على قرارات شركة “كوكا كولا” في باكستان: “كان لدينا تعتيم إعلاني كامل لمدة خمسة أشهر. إنها أزمة، لذا أردنا التواري عن الأنظار”.
وفي ماليزيا، أعلنت شركة “برجايا فود” المحلية، والتابعة لشركة “ستاربكس”، خسارة فصلية ثانية على التوالي في مايو الماضي، بسبب المقاطعة. وسجلت خسارة مقدارها 30 مليون رينجيت ماليزي (6.7 ملايين دولار أميركي) في الربع المنتهي في 31 مارس الماضي، بينما تراجعت الإيرادات بنسبة 48%.
وصرّحت “ستاربكس” في إندونيسيا مراراً بأنها لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالحرب في الشرق الأوسط. وفي العاصمة جاكارتا، تحمل مجموعة من متاجر “ستاربكس” لافتات على الأبواب والطاولات “توضح موقف الشركة بشأن الصراع”.
وفي القاهرة، قال مدير سوبر ماركت في حي الزمالك الراقي، حازم التميمي، إن مبيعاته من منتوجات “كوكا كولا” و”بيبسي” و”أرييل” و”بيرسيل” و”كادبوري” و”نستله” انخفضت إلى النصف.
وأضاف أنه حتى سكان المنطقة الميسورين “قد يتصلون لطلب المياه المعدنية، لكنهم يحددون أنهم يريدون علامة تجارية مصرية بدلاً من نستله أو داساني (المملوكة لشركة كوكاكولا)”.
وذكرت “فايننشال تايمز” أنّ هذه المقاطعة تأتي في الوقت الذي تتعرض العلامات التجارية الغربية لضغوط خارج الغرب، وتواجه التكتلات منافسة أشد من المجموعات المحلية، وتخسر حصتها نتيجة لذلك.
وفي تقرير الصحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت ان المقاطعة تتسع محذرة من أن تأثيرها سيكون طويل الأمد على إسرائيل
سليمان منصور