تشكل الحروب أحد المهددات الرئيسية للتراث والحضارة بشكل عام حيث يلجأ البعض إلى نهب التراث والآثار وهذا ما حدث في السودان حيث تم عرض بعض الآثار القديمة عبر أحد مواقع التجارة الإلكترونية الشهيرة الأمر الذي ينذر بخطر تدمير التراث السوداني.
وقال كمال دفع الله بخيت المحلل السياسي السوداني، إن عرض قطع أثرية سودانية يعود بعضها إلى 5 آلاف عام عبر موقع إلكتروني، يظهر جانبًا مدمرًا للنهب والتدمير الثقافي في السودان نتيجة للحرب والصراع المستمر منذ أبريل 2023، ومن المؤسف رؤية قطع أثرية سودانية عظيمة تُعرض للبيع على مواقع التسوق عبر الإنترنت بشكل غير شرعي، وهذا النوع من النهب والتدمير يؤثر على مستقبل التراث والثقافة السودانية بشكل جسيم.
وأضاف “بخيت” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن القطع الأثرية تعتبر جزء لا يتجزأ من التراث الوطني والعالمي، ويجب حمايتها وإعادتها إلى متاحفها الأصلية للمحافظة على هويّة الشعوب وتاريخها، وضرورة التصدي للنهب الأثري وتعزيز الأمن والحفاظ على المواقع التاريخية والمتاحف.
وتابع المحلل السياسي: ” من المؤسف أن يحدث ذلك في ظل وجود منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية العاملة في مجال حماية التراث الثقافي العالمي، ويلزم القضاء على ممارسات مافيا التراث العالمي واتخاذ إجراءات فورية لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على التراث الثقافي للسودان”.
واستكمل “بخيت”: “وفي ظل استمرار الصراع والحرب بين الجيش الوطني السوداني ومليشيا الدعم السريع، يزداد خطر التدمير الثقافي ونهب التراث السوداني بشكل كبير، وتصبح القطع الأثرية والمتاحف ضحية لهذا الصراع، مما يؤدي إلى فقدان جزء هام من الهوية الوطنية والثقافية للسودان”.
واختتم “بخيت”: “من المهم التأكيد على أهمية حماية التراث الثقافي خلال الصراعات والحروب، والتصدي للنهب والتدمير الذي يعرض التراث الثقافي للخطر ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العمل بسرعة لحماية واستعادة القطع الأثرية السودانية المنهوبة بالتعاون مع السلطات المحلية، لنحافظ معًا على تراث السودان وثراءه التاريخي للأجيال الحالية والمستقبلية”.
المصدر: الراكوبة