رسم محللون سياسيون سيناريوهات متعددة للتحركات العسكرية غير المسبوقة، التي شُوهدت داخل العاصمة الخرطوم خلال اليومين الماضيين، مشيرين إلى أنها مرتبطة بالتغيير المتوقع أن يحدث في الأيام المقبلة.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، صباح الأربعاء، دخول أرتال عسكرية تتبع للجيش، تضم عشرات الدبابات والمدرعات والآليات المدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والجنود.
ووصلت تلك الأرتال العسكرية من الناحية الشمالية للعاصمة الخرطوم، ووثقت كاميرات الناشطين تحركاتها بالقرب من أماكن سيادية وعسكرية حساسة.
وقال محللون إن الهدف من وراء التحركات العسكرية الأخيرة، إما أن يكون مرتبطاً باتخاذ الجيش قراره بالتوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، على أن يكون الاستعداد موجهاً ضد الجهات المسلحة داخل العاصمة، والرافضة للاتفاق الإطاري والتي هددت ساًبقا بنسفه بخيارات مفتوحة.
والسيناريو الثاني الذي رسمه المحللون للتحركات العسكرية، هو أن ينسحب الجيش من الاتفاق ويعلن عن تعثر مسار التفاوض، وحينها يكون الاستعداد موجهاً ضد قوات الدعم السريع المساندة للعملية السياسية. بينما يتعلق السيناريو الثالث بأن يكون الاستعداد موجهاً ضد فئة داخل الجيش نفسه تخوفا من تمردها ضد البرهان ومجموعته.
وأشار المحلل السياسي د. راشد محمد علي لـ (الديمقراطي) إلى أن التحركات العسكرية غير المسبوقة داخل الخرطوم، جعلت الجميع في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأحداث، مؤكداً أن هذه التحركات مرتبطة بالتغيير القادم.
ورجح راشد أن تكون التحركات مرتبطة بالاستعدادات للتغيير القادم، لجهة أن المجموعة الانقلابية الممسكة بالسلطة منوط بها تأمين عملية التغيير عبر تسليم السلطة لحكومة مدنية، وإِنْ اضطرت لاستخدام القوة ضد الرافضين. واستبعد أن تكون هناك محاولة لانقلاب جديد، لجهة أن الأوضاع معقدة وأن القوة العسكرية ليست على قلب رجل واحد.
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية د. مصعب محمد علي، أن أي محاولة لانقلاب جديد ستضع البلاد على طريق الفوضى الشاملة، منتقداً غياب التوضيحات الرسمية بخصوص التحركات العسكرية التي لم تشهدها العاصمة من قبل.
وقال لـ(الديمقراطي)، إن الجميع في حالة قلق ما يفتح المجال للشائعات التي تنتشر في مثل هذه الظروف، وهذا يتطلب من الأجهزة النظامية أن تعمل على توضيح المعلومات للرأي العام.
المصدر: الديمقراطي