محاولات أبوظبي تبييض صورتها
لم يعد خافيا ارتباط الامارات بتاجيج نيران الصراع في السودان ولعبها دورا كبيرا في زيادة معاناة الشعب السوداني باستمرار امدادها الدعم السريع بالاسلحة ومايحتاجه لمواصلة القتال ، ومؤخرا حاولت الإمارات وفي اكثر من ميدان التقرب إلى السودانيين واعلان تقديم العون للنازحين بالذات في تشاد لعل ذلك يسهم في تبييض صورتها وإصلاحها في اذهان السودانيين ، وكانت مسؤولة إماراتية قد ذكرت قبل اسابيع وفي ندوة مع رئيس وزراء الفترة الانتقالية الدكتور حمدوك ان الإمارات تدعم التحول المدني الديموقراطي في السودان وكان بلادها تعرف هذا النوع من الحكم ، وفي لقاء تلفزيوني اقرت ذات المتحدثة بتدخل بلادها في السودان معللة ذلك بالحرص على حماية مصالحها في السودان وقالت ان لبلادها استثمارات ضخمة في السودان وانها لايمكن أن تتخلي عن مصالح تقدر بمليارات الدولارات ، وكان حماية هذه المصالح تتطلب ارسال اطنان من الأسلحة لقتل السودانيين.
وفي تشاد التي لجأ إليها الاف السودانيين فرارا من جرائم الدعم السريع الذي تسانده الامارات وتسارع بتوفير مايحتاجه للاستمرار في الحرب ، في هذا البلد الذي لجآ اليه السودانيون هربا من الدعم السريع اتصلت الإمارات بمنظمات المجتمع المدني العاملة في خدمة اللاجئين وعرضت عليهم تقديم العون اللازم وهي تفكر واقعا في تبييض صورتها
وكان عدد من منظمات المجتمع المدني السودانية تقدمت بشكوى إلى المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحده لشؤون اللاجئين UNHCR في جنيف ضد ممثل المفوضية بمدينة أبشي التشادية, حيث أوضح ممثل منظمات المجتمع المدني السودانية مدير الوكالة الدولية للتنمية والعون الانساني الصادق محمد احمد. ان ماقام به ممثل المفوضية في أبشي في يوم الخميس 12 سبتمبر 2024 بدعوة مجموعة محددة من اللاجئين السودانيين إلى اجتماع موسع بهدف ترتيب زيارة قادمة لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في تشاد برفقة وزير الرعاية الاجتماعية التشادي للقاء اللاجئين وتحديد احتياجاتهم تمهيدًا لتوفير تلك الاحتياجات لهم من قبل الدولة التي تدعم المتمردين يعتبر أمرا خطيرا وينافي قيم وأهداف المنظمة الدولية ويشكك في حيادها.
واضاف الصادق : لقد اكدنا للمفوض السامي في الشكوى أن هذا التصرف يدفعنا للاعتقاد بأن هناك تنسيقا بين الدعم السريع ودولة الإمارات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ومضت الشكوى تقول ان الغرض من ترتيب زيارة لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة بتشاد للاجئين السودانيين هو سعي لعكس صورة إيجابية عن دور الإمارات في السودان والترويج لدعم الإمارات للاجئين السودانيين في تشاد ونفي تهمة التورط في تأجيج الحرب من خلال مساندة قوات الدعم السريع وتوفير للسلاح والمعدات العسكرية، و أن مشاركة عدد من اللاجئين السودانيين جاء بهدف توظيفهم للقيام بهذا الدور المشين بالترويج لدولة الإمارات.
ونفي تهمة دعم المتمردين عنها وتزويدهم بالسلاح والمساعدة في قتل وتشريد المزيد من السودانيين ، و قد طالبت منظمات المجتمع المدني السودانية في الشكوى المفوض السامي لمفوضية الأمل المتحدة لشئون اللاجئين UNHCR بالتحقيق في مابدر من تصرف غير مسؤول من قبل ممثل المفوضية في مدينة ابشي التشادية ، وبالوقف الفوري للتنسيق والتعاون مع الدول الداعمة للحرب في السودان و أن تمارس المنظمة الدولية دورها الإنساني المنوط بها وفق القوانين الدولية المنظمة لعملها ، كما طالبت في الوقت نفسه الدول التي تدعم المتمردين بالمال والسلاح والمعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوقف عن تدمير السودان والتوقف عن سفك دماء الشعب السوداني وعدم التدخل في الشأن السوداني.
سليمان منصور