أخبار السودان:
برغم اعلان رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك في (خطابه بالذكرى ال65 لاستقلال السودان) إن الأيام القادمة ستشهد استكمال هياكل الحكم الانتقالي بما فيها تشكيل مجلس الوزراء، إلا أن الجدل والغموض يكتنفان المشهد لجهة تضارب التصريحات بشأن المشاورات واتمامها، اضافة لاعتذار البعض عن حقائبهم الوزارية..
تم الاتفاق على أن يكون التشكيل الوزاري المرتقب من 27 حقيبة ينال فيها المكون العسكري منصبي الداخلية والدفاع بينما تستحوذ الجبهة الثورية على 7 وزارات مقابل 17 لتحالف الحرية والتغيير، وتم تعديل الإتفاق وإلغاء وزارة السلام، و توافقت التغيير والثورية في اجتماع ( الخميس) الماضي على “5” وزارات تؤول لأطراف السلام، وبحسب قيادي بقوى الحرية والتغيير في تصريح لـ(السوداني) فقد تم حسم “5” وزارات مع أطراف السلام وهي المالية والحكم الاتحادي، المعادن، التربية والتعليم والتنمية العمرانية، مشيراً إلى وجود تباين في المواقف حول وزارتي الزراعة والتنمية الاجتماعية، وتم رفع الاجتماع لوقت آخر لحسم الأمر.
وأكد المصدر اكتمال ترشيحات الكتل التي تجاوزت المائة، مشيرًا إلى أن حزب الأمة لم يقدم ترشيحاته بعد.
وبحسب افادات مصادر مطلعة فإن مشاورات مكثفة مازالت تجري بين مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية لاستكمال الترشيحات التي سيتم الدفع بها لرئيس الوزراء ليختار منها طاقمه الوزاري على ان يعلن التشكيل خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين في أقصاها.
قوى الإجماع الوطني أحد أبرز مكونات تحالف الحرية والتغيير دفعت باسماء 6 مرشحين مؤكدة وجود خلافات حول بعض الوزارات لم يتم حسمها .وقالت مصادر مطلعة لـ (السوداني) بالأسبوع الماضي إن قوى الإجماع إن قائمة المرشحين ضمت البروفسيور محمد شيخون لمنصب وزير المالية وأبو بكر كرم الله وزيراً للتجارة ومنذر أبو المعالي وزيراً للاتصالات ومدير جامعة بحري د. بابكر محمد وزيراً للتعليم العالي وطارق كانقك وزيراً للعدل ومحمد ضياء الدين وزيراً للشباب والرياضة.
فيما رشحت بعض المكونات شخصيات ابدت اعتذارها عن حقيبتها الوزارية، فبحسب مصادر مطلعة اعتذر رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم عن تولي حقيبة المالية التي ستكون من نصيب الجبهة الثورية وسط توقعات بترشيحه لوزارة الخارجية التي اعتذر عن توليها رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، كما برز اسم سلوى دلالة ضمن ترشيحات الخارجية.
أيضاً رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير،نأى بنفسه عن التنافس وسط قوى الحرية والتغيير ؛ وقال مصدر لـ(السوداني)، إن الدقير اعتذر عن الترشح لأي موقع وزاري في الحكومة الجديدة، ولم يرد اسمه ضمن قائمة المرشحين التي يتوقع تقديمها لرئيس الوزراء خلال الأيام القادمة بعد إجازتها بواسطة المجلس المركزي للحرية والتغيير.
وكان الدقير، قد أوضح خلال تصريحات صحفية الأسبوع الماضي، أن الأولوية يجب أن تكون للاتفاق حول برنامج الحكومة وخطتها الاستراتيجية للبناء الوطني ومنهج عملها قبل الشروع في تسمية شاغلي حقائبها المختلفة، كما أوضح أنه من الأفضل تشكيل المجلس التشريعي قبل بقية مؤسسات السلطة الانتقالية.
وقال ذات المصدر إن المؤتمر السوداني رشح إبراهيم الشيخ لوزارة النقل والبنية التحتية، وهنادي الصديق لوزارة الشباب والرياضة.
وتُشير مصادر صحفية أخرى إلى احتدام التنافس على مقعد وزارة التجار والصناعة بين الوزير الحالي مدني عباس والقيادي بالمؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ومستشار رئيس الوزراء شيخ الخضر.
ونبهت المصادر الي وجود مساع توفيقية تقترح تقلد إبراهيم الشيخ لوزارة النقل والمواصلات.
وقالت إن حظوظ المهندس عمر عبد الخالق محجوب، نجل زعيم الحزب الشيوعي ترتفع بقوة لتولي وزارة الاتصالات وهي مستحدثة في هذا التشكيل.
ولوزارة الإعلام تتكاثف المساعي لتجديد الثقة في الوزير الحالي فيصل محمد صالح كما يبرز اسم الشاعر عبد القادر الكتيابي علاوة على الصحفيين حمزة بلول وماهر أبو الجوخ ودرة مختار ضمن الترشيحات لتولي المنصب.
وفي دوائر وزارة الصناعة يتردد اسم دسوقي الوقيع مدير مصنع السكر الأبيض لتولي المنصب الذي تقرر أن يكون من نصيب حزب الأمة القومي، لكن القيادي في الحزب صديق الصادق اجتمع الى الوقيع في وقت سابق دون أن ترشح اي معلومات حول ما إذا كان الحزب سيدعم الترشيح أو يدفع بأحد قياداته.
وقد تم ترشيح المحاضر بجامعة تكساس نمر البشير، لوزارة الطاقة وهو من الخبراء المعروفين في مجال الغاز والبترول.
وفي وقت متأخر من ليل الجمعة تم ترشيح ياسر عرمان لوزارة الحكم الاتحادي أو الضمان الاجتماعي.
ويأتي التعديل الوزاري استحقاقا لما تم الإتفاق عليه باكتوبر الماضي بسلام جوبا، وتم الدفع باطراف السلام للمشاركة في مستويات الحكم المختلفة باعتبار انهم أصبحوا جزءا من الحاضنة السياسية.
الخرطوم: هبة علي