كثيرة هى جرائم الاحتلال الصهيونى ومخالفاته الواضحة التى تستحق كل واحدة منها العقوبة الكبيرة ولا اقل القصاص العادل ، ولايمكن الدفع مطلقا بأن هذه الجرائم تسقط بالتقادم ، فهى جرائم ضد الإنسانية وتشكل انتهاكا صريحا لكل القيم والقوانين والمواثيق والعهود الدولية ، وتستوجب ملاحقة المسؤولين عنها ولجمهم ومحاسبتهم ، وان كان الجناة
قد مضوا عن الحياة فلا اقل ان تتم ادانتهم والحكم عليهم وبيان الموقف
من جريمتهم ، ولابد من إلغاء اى اثار ترتبت على هذا الفعل المستنكر ، فمذابح العدو لأهل فلسطين مثلا اعقبها مصادرته أراضيهم ودورهم ومتاجرهم ، وتمليكها لقطعان المستوطنين ، وهذه الحقوق لابد أن ترجع الى أهلها فهى لاتسقط بالتقادم ، وان ذهبت الاجيال التى شهدت الجريمة فورثتهم يستحقون ان تعاد اليهم أملاك اسلافهم ، وحتى على افتراض تشعب الأمر وعدم إمكانية إرجاع الأملاك لجميع الورثة فلا اقل من ان تنزع من الغاصبين ولاتبقى فى يدهم اى زمن اضافي.
حديثنا اليوم عن احدى جرائم العصر التى ارتكبها العدو الصهيونى ، وهى مجزرة قرية كفر قاسم ، التى مارس فيها جنود الاحتلال ابشع انواع الاجرام ، ففى التاسع والعشرين من شهر اكتوبر للعام 29 أكتوبر 1956 نفذ حرس الحدود الاسرائيلى مذبحة ضد فلسطينيين عُزَّل راح ضحيتها تسع وأربعين مدنيا ومن بين الضحايا واحد وعشرون دون سن الثامنة عشر ، وهؤلاء المغدورين التسع وأربعين بينهم ثلاثة عشر أنثى ، واصغر الشهداء جنين وطفل.
وكفر قاسم هي قرية فلسطينية داخل ما يسمى بالخط الأخضر اليوم أي داخل حدود عام 1948.
وتتميز مذبحة كفر قاسم عن غيرها من المذابح التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ سنة 1948 بأن مسرح الجريمة القرية نفسها ، وقد تزامن زمن الجريمة مع بداية الهجوم الاسرائيلى على مصر
ومما يدلل على بشاعة العدو كلمة السر التى اعتمدها الضباط الصهاينة للتعامل مع جندهم هى عبارة “احصدوهم”..
ومجزرة كفر قاسم ليست الوحيدة التى ارتكبها العدو الصهيونى لكنها من بين ابشع جرائم العصر ، وحتى تعرف الاجيال دموية هذا الكيان نذكر بعضا من المجازر التى ارتكبها ، والغريب انه لم ينل العقوبة التى يستحقها ، وليت الناس تجتهد ولا تسكت عن المطالبة بمحاكمة الصهاينة
، وهذه بعض جرائم العدو حتى لا تغيب عن ذاكرة اجيالنا ، مجزرة حولا
، مجزرة الصفصاف ، مجزرة عيلبون
، العدوان الثلاثي ، مجزرة صبرا وشاتيلا ، مجزرة جنين ، مجزرة قانا 1996، وغيرها.
قضية كفر قاسم تنسف كل الادعاءات الإسرائيلية، وعلينا أن نرفض أسفهم واعتذارهم، فلا معنى للاعتذار ، وكيف يعتذرون وهذه جرائمهم مستمرة.
سليمان منصور