ما الذى يخطط له حميدتي ياترى؟
نتساءل اليوم عن احد أبرز أركان الحكم فى البلد ، نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس عدد من اللجان والهيئات السيد زعيم الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، نتساءل عن طموح الرجل والى ماذا يخطط ؟ وما الذى يتوقعه بحسب قراءته للأحداث وتحليل الآخرين للواقع المعاش ومايترتب على ذلك.
الفريق حميدتى من الشخصيات التى طرات على المشهد السياسى فى السودان واثارت جدلا مكثفا وتوزع الناس حولها بين مؤيد ومتحفظ ومراقب مستغرب واخرون معارضون جهرة يحذرون من خطورة مايمكن ان تؤول اليه الأوضاع ما لم يتم جعل كل امر فى مكانه.
الرجل صنيعة البشير الذى مكنه من سبل ووسائل الصعود والترقى وفتح أمامه الباب واسعا ليصبح رقما فى الساحة منذ أن جعله مستقلا عن الجيش ، واراد ان يجعله تحت كنفه يوجهه حيث يشاء ويوظفه حيث يريد ويستقو ويحتمى به ان جار الزمان عليه أو اضطرته الظروف لذلك ، وقد نجح البشير فى توجييهه حيث يريد وتوظيفه بالشكل الذى يراه فكان زعيم الجنجويد جاهزا للزج بالآلاف من عناصره فى حرب اليمن ، ولما استشعر البشير الحاجة للرجل كانت حسابات الاخير مختلفة وقراءته للأحداث مغايرة وحدث ما حدث وافرزت الاحداث واقعا جديدا جرأ الفريق حميدتى على المؤسسة العسكرية وأصبح يخطط وينظر لنفسه باعتباره ندا لها وهنا تكمن الخطورة وياتى الخوف.
وظهرت إمبراطورية الدعم السريع وتمددت بشكل كبير واصبحت من المؤسسات الغنية جدا فى البلد وامتلكت الأموال وارتبطت بالإمارات وإسرائيل واصبحت مؤسسات الدعم السريع الاقتصادية من بين اكبر المؤسسات العاملة فى انتاج وتصدير الذهب هذا غير الاستثمارات الضخمة داخليا وخارجيا بالذات.
كل هذا كان تعاطى الناس معه بشيئ من الدهشة والتحفظ ، وحتى الاعتراض لم يكن بحجم المساحة التى تمدد فيها حميدتى إذ رأى البعض انه لايعدو النشاط التجارى الذى قد يحتاج إلى بعض القوة لتحميه ، لكن ماتم الكشف عنه مؤخرا من تخريج قوات الدعم السريع دفعتين من الطيارين من منسوبيها الذين تلقوا تدريبات فى روسيا على أحدث انواع الطائرات، هذا الموضوع دفع الكثيرين الى إعادة السؤال عن خطط الدعم السريع وتساءلوا عن طموحات زعيمه وقيادات الصف الأول ، وحق للناس أن يتساءلوا خاصة مع الاضطراب الذى تشهده بلادنا ومع الاخبار الثابتة عن علاقة حميدتى المباشرة مع الكيان الصهيوني واللقاءات التى جمعت ضباطا فى الموساد مع اخرين من الدعم السريع إضافة الى لقاءات خاصة جمعت حميدتى بسياسيين وعسكريين وامنيين اسرائيلي ين زاروا الخرطوم اكثر من مرة واكتفوا بلقاء حميدتى وقادة الدعم السريع مما أدى الى احتجاج البرهان بالصوت العالى ، هذا اضافة إلى زيارات عبد الرحيم دقلو اكثر من مرة واجتماعه بقادة الموساد والحديث عن شراء الدعم السريع لنظام التجسس الاسرائيلى المثير للجدل وارتباط كل ذلك بالإمارات الحليف الاوثق لإسرائيل فى المنطقة وعلاقة حميدتى الوثيقة بالقيادة الإماراتية ، كل هذا وغيره جعل الناس تتساءل عن خطط حميدتى للمستقبل وتحدث كثيرون عن رغبة الرجل الجامحة فى حكم السودان وعمله المستمر على الوصول لهذه الهدف ، ونسأل هنا ما الذى تخبؤه الايام لبلادنا فى ظل تمدد حميدتى وتثبيت أركان امبراطوريته الضخمة.
سليمان منصور