أكد ممثلو دول أصدقاء السودان،أمس الثلاثاء،الالتزام بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الدائم في السودان، فيما أصدر رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، أمس، قراراً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث تخللت احتجاجات أمس الأول الاثنين، في حين دخل أكثر من 20 تنظيماً مهنياً في حالة العصيان المدني الشامل لمدة يومين، وخلت شوارع الخرطوم نسبياً من السيارات والمارة.
وعقد ممثلو دول أصدقاء السودان في مقر وزارة الخارجية بالرياض، أمس، اجتماعاً لمناقشة الجهود المشتركة لدعم استقرار وازدهار السودان وشعبه الشقيق، بحضور ممثلين من كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، والنرويج، بالإضافة إلى المسؤولين المعنيين من منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، ومجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي.
وناقش الاجتماع، سبل تعزيز التنسيق المشترك لدعم كل الجهود التي تضمن الانتقال السلمي السياسي في السودان، بالإضافة إلى دعم جهود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية «يونيتامس».
وحضر الاجتماع من الجانب السعودي، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عيد بن محمد الثقفي.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد في تصريحات إن الخطوات الأمريكية مرتبطة بوقف العنف في السودان، مضيفاً بضرورة دعم جهود البعثة الأممية للسودان، لتسهيل الحوار بين الفرقاء في السودان.
تشديد على الدعم الدولي
فيما قال المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، عبر «تويتر» إن «هناك حاجة إلى الدعم الدولي واستخدام وسائل التأثير المتوفرة»، مؤكداً أن دعم العملية السياسية يجب أن يتماشى مع الدعم الفعال لوقف العنف.
كما شارك سفراء دول أوروبية في الخرطوم في المؤتمر.
من جهة أخرى، أصدر رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، أمس، قراراً بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث تخللت احتجاجات أمس الأول الاثنين.
ونص القرار على أن تكون عضوية اللجنة من الأجهزة النظامية والنيابة العامة، وحدد للجنة 72 ساعة لرفع ما اتخذ من إجراءات.
وأعلنت الداخلية السودانية مقتل 7 مدنيين وإصابة 50 شرطياً وتوقيف 77 متهماً خلال تظاهرات الاثنين.
فيما قال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل: «دعونا السلطات في السودان إلى الامتناع عن العنف ضد المتظاهرين، لكنها لم تستجب».
وأضاف: «ندعو السلطات السودانية إلى بذل قصارى جهدها لتهدئة التوترات وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح».
واشنطن توفد مبعوثَين
وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثَين أمريكيَين في طريقهما إلى الخرطوم لمطالبة السلطات «بوضع حد للعنف» ضد المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس «نشعر بالقلق إزاء تقارير عن تصاعد العنف ضد المتظاهرين في السودان».
صدمة بريطانية
بدورها قالت وزيرة المملكة المتحدة لشؤون إفريقيا فيكي فورد إنها تشعر بالصدمة حيال تصرفات قوات الأمن السودانية.
وأضافت في تغريدة على تويتر«مرة أخرى ردوا على الاحتجاجات السلمية بالذخيرة الحية.. كل حالة وفاة تعتبر مأساة». وحثت السلطات على إظهار التزام حقيقي بالمناقشات التي تديرها الأمم المتحدة وأن توقف إراقة الدماء.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تدين ما وصفه ب«استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين».
وأضاف«سواء كان ذلك في الخرطوم أو في أماكن أخرى، للناس الحق في التظاهر سلمياً».
وقال «من المهم للغاية أن نرى أجواء مؤاتية للمشاورات الجارية سواء في الشوارع أو داخل القاعة بشكل واضح».
وأعلنت تنظيمات صحية وتعليمية ومالية وهندسية وخدمية وتجارية وصناعية إضافة إلى لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير الدخول في عصيان مدني شامل وإغلاق المدن والأحياء.
وقالت قوي التغيير أن فترة العصيان يجب أن تكون فترة لتجميع قوانا الثورية وتوحيدها وتجهيزها لخوض المعركة لإسقاط إجراءات الجيش في 25 أكتوبر الماضي.
المصدر: الراكوبة