لم يتمكَّن منتخب البرتغال من حسم تأهّله إلى مونديال 2022 بخسارته أمام منتخب صربيا، حيث سيلعب الملحق. ورغم خيبة البرتغاليين، فإنَّ النجم كريستيانو رونالدو أبدى ثقته وتفاؤله بالتأهل. هكذا يكون القائد الذي يعرف كيف يقوي الحالة المعنوية والذهنية لزملائه
في كأس أوروبا في العام 2016، لم يتمكَّن النجم كريستيانو رونالدو من إكمال المباراة النهائية بين البرتغال وفرنسا، بعد أن خرج مصاباً في الدقائق الأولى. إن أيّ لاعب يحلم بأن يخوض نهائي بطولة مثل كأس أوروبا أو كأس العالم، فكيف إذا كان رونالدو الذي لم يكن حينها قد توج بعد بلقب مع منتخب البرتغال؟ وكيف إذا كانت البرتغال حينها تسعى للتتويج بأول لقب كبير في تاريخها، وكانت تعتمد في الدرجة الأولى على نجمها الأول رونالدو؟
لم يجلس رونالدو ممتعضاً لأنه لن يكمل مباراته الأهم. تناسى حسرته تلك سريعاً ليدعم زملاءه، حتى إنه أدى في بعض الأحيان دور المدرب فرناندو سانتوس، لتفوز البرتغال، ويكون لرونالدو مساهمته، ولو لم يلعب.
هكذا يجب أن يكون اللاعب القدوة والقائد،وخصوصاً رونالدو، الذي يعرف كيف يواجه المصاعب ويقوي عزيمة زملائه وحالتهم المعنوية، وهي مسألة مهمة لدى اللاعبين، إذ إن الحالة المعنوية تؤثر في كثير من الأحيان في حصد الانتصارات، وتساعد اللاعبين على الفوز بعد التأخر في النتيجة خلال المباراة، أو في العودة إلى الانتصارات بعد أي خسارة، أو في خوض التحديات الصعبة.
هذا ما كان عليه الحال بعد خيبة منتخب البرتغال بخسارته على أرضه أمام منتخب صربيا 1-2، ما أدى إلى حلوله ثانياً في الترتيب ليلعب الملحق، بينما تأهل المنتخب الصربي إلى مونديال 2022.
بعد المباراة، انتظر كثيرون ما سيقوله رونالدو، باعتباره النجم الأول وقائد منتخب البرتغال، والذي تتحدث عنه إنجازاته القياسية، ومن بينها، على الصعيد الدولي، أنه الهداف التاريخي للمنتخبات، لكن رونالدو لم يتحسر على الخسارة، ولم ينتقد هذا أو ذاك، بل أبدى ثقته وتفاؤله بالتأهل إلى المونديال، إذ إنَّ هذا النجم يدرك جيداً أن لا نفع في مثل هذا الوقت إلا لدعم زملائه وتقوية عزائمهم وحالتهم المعنوية لخوض الملحق والتأهل إلى كأس العالم، حتى لا تسيطر عليهم الخيبة، وخصوصاً أن منتخب البرتغال كان مرشحاً للتأهل أمام منتخب صربيا.
هذا ما قاله رونالدو في وقت كانت الصحف البرتغالية توجه الانتقادات اللاذعة إلى منتخبها، رغم أن الخسارة قد تحصل أحياناً، فكيف إذا كانت الفرصة لا تزال سانحة أمام منتخب البرتغال للتأهل، وهو بحاجة إلى الدعم، وهذا ما طلبه رونالدو من البرتغاليين؟
هكذا، يستطيع اللاعب أن يفيد منتخب بلاده (أو فريقه) بأهدافه وأدائه في الملعب. وإلى جانب ذلك، يمكنه في أحيان معيّنة أن يفيده في تقوية الحالة المعنوية والذهنية، مهما كانت الصعوبات والتحديات، ورونالدو يبرع في ذلك.
المصدر الميادين