قالت لجان مقاومة مدني حاضرة ولاية الجزيرة، إنها وثقت مقتل ما يزيد عن 800 شخصًا على يد قوات الدعم السريع منذ استيلاءها على الولاية في نهاية العام السابق.
وارتكب عناصر الدعم السريع، بعد سيطرتهم على الجزيرة انتهاكات مُروعة بحق المدنيين شملت القتل والتهجير القسري والترويع والعنف الجنسي.
وقالت لجان مقاومة مدني، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “مليشيا الجنجويد خلال أربعة أشهر لم تترك شبرًا في ولاية الجزيرة إلا ومارست فيه أبشع أنواع الانتهاكات، مخلفين ما يزيد عن 800 شهيد وآلاف الجرحى والمصابين”.
وشددت على أن تزايد حالات الاغتصاب والتعدي على أجساد النساء والأطفال من قبل الدعم السريع، ينذر بكارثة اجتماعية في المستقبل.
وتعتقد لجان المقاومة، وهي تنظيمات شبابية مستقلة ترصد الانتهاكات وتقدم الخدمات، أن الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين العُزل هي جرائم “ممنهجة”.
وأشار البيان إلى أن قطع شبكات الاتصالات والإنترنت المتعمد والذي دخل شهره الثالث، تسبب في تعطيل التحويلات البنكية وحركة الشراء والتداول وإمداد المؤن واحتياجات الغذاء.
وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بقطع الاتصالات والإنترنت عن عموم البلاد في فبراير، قبل أن تتمكن بعض شركات الاتصال من استعادة خدماتها بتركيب مقسم جديد في شرقي السودان، ومع ذلك لم تشمل تغطيتها كل البلاد.
واستنكرت لجان مقاومة مدني شن الجيش غارات جوية متكررة، يسقط خلالها براميل متفجرة في مناطق عديدة بولاية الجزيرة، سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى المدنيين، دون مراعاة لقواعد القصف الجوي.
واعتبرت حديث الجيش عن تقدمه بريًا لاستعادة السيطرة على الجزيرة مجرد “دعاية” وأنه يُقدم المستنفرين بعد فترة لا تتعدى شهر من التدريب العسكري واشتات الحركات التي انحازت طلبًا للسلطة فقط -طبقا للبيان.
وأضافت: “ما زال الجيش السوداني يحارب المليشيات بالمليشيات ويصنع المزيد منها وسرعان ما ينسحبون مسرعين”.
وفي ذات السياق، نقلت لجان مقاومة الحصاحيصا عن شهود عيان في غرب المدينة وريفي طابت قيام الدعم السريع بسرقة ونهب ممتلكات المزارعين والعمل وضربهم وإرهابهم.
وقالت إن قوات الدعم السريع تمنع المزارعين من حصاد محصول القمح والمحاصيل الشتوية، في سبيل تجويع وإفقار المواطنين وتهجيرهم قسريًا من مزارعهم وأرضهم التي يعيشون عليها منذ الأزل، محذرة من كارثية نتائج هذه الانتهاكات.
واعتبرت هذه الممارسات تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي وحياة سكان الولاية، داعية المنظمات إلى التدخل القوي لإيصال المساعدات إلى مواطني الجزيرة مع الإشراف على توزيعها لضمان وصولها.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، إن إنتاج السودان من المحاصيل انخفض بنسبة 46% بما في ذلك إنتاج القمح الذي يُجري حصاده، بسبب تأثير النزاع وانعدام الأمن ومحدودية توفر وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية.
المصدر: سودان تربيون