لا للرهان على الخارج
خرج الشعب السودانى بمجاميع كبيرة تنشد الحرية و الديموقراطية وارساء الحكم المدنى الذى تكون الكلمة الفصل فيه للجماهير ، وتعتبر الانتخابات هى الوسيلة الأفضل لوصول ممثلى الناس إلى دفة القيادة وإدارة أمور البلد.
وقد عرف السودان هبات جماهيرية سلمية ، نجحت فى إقتلاع دكتاتوريات عاتية ، وأنظمة شمولية باطشة.
ونجحت الثورات الشعبية الظافرة فى الاطاحة بالحكام العسكريين المستبدين ، ففى اكتوبر ١٩٦٤ اطيح بالجنرال ابراهيم عبود ، وازيح المشير جعفر نميرى قسرا فى انتفاضة ١٩٨٥ ، وفى ٢٠١٩ اقتلعت الثورة الدكتاتور عمر البشير ونظامه الفاسد ، ومن بعده الفريق ابن عوف ، وهاهو تلميذهم وشبيههم البرهان يترنح وعلى وشك السقوط بفعل هذه الثورة الشعبية العارمة ، التى رفضت بشكل قاطع انقلاب البرهان ، وتواصل الرفض طيلة الأشهر الماضية ، وقدم الثوار تضحيات كبرى فى هذا الباب ، وصولا إلى وطن معافى سليم.
فى هذه الأجواء الثورية التى تسود البلد نرى بوضوح محاولات كثيرة من قوى دولية واقليمية لحشر انفها فى أمورنا الخاصة ، وتجتهد هذه القوى لإيجاد موطئ قدم لها فى بلادنا ، وتعمل هذه الجهات على التاثير فى الساحة عبر التدخل المباشر فى تفاصيل الشان الداخلى ، وحتى يحقق الشعب أمله من هذه الثورة لابد أن يعى الثوار وبشكل واضح لالبس فيه خطورة التدخلات الخارجية فى شؤوننا الداخلية ، ولنحمى بعضنا وننهض ببلدنا لا بد أن نعمل معا على الوصول لحل وطنى لا دخل للاجنبى فيه ، وبذا نحصن البلد من التمزق ، ونحمى أنفسنا من الارتهان للخارج ، والذى يأتينا باجندته ويتخذنا وسائل لتحقيق مطامعه.
وعلى الثوار تحديدا الالتفات الى حراكهم هذا وعدم الانشغال مطلقا باى ارتباط او تعويل على الخارج فإنه لايريد بنا خيرا قط ، ولن ينصلح حال البلد ما لم تستغل برايها وترفض التبعية والارتهان للخارج مهما تكالبت عليها المشاكل وكثرت الضغوط والأزمات.
ومن اكبر الأخطاء الرهان على دعم القوى الدولية وبالذات أمريكا التى لاتعمل ابدا من أجل الخير والعدل والانصاف
نوصى أنفسنا بضرورة الاستقلالية التامة وعدم التعويل على شي سوى الاىادة الغلابة لهذا الشعب المعلم وحتما سنحقق النصر.
سليمان منصور