كن واعيا واعرف عدوك تتغلب عليه
ما عادت الحروب اليوم مقتصرة على الشكل التقليدي من قصف وتدمير وتهجير وان كانت هذه الطريقة ما تزال موجودة ولا اظن انها تنتهي فهي جزء مهم من الحرب لكن من الضرورى جدا أن نفهم جميعا ان الوسائل تغيرت ولجأت العديد من الجهات إلى اعتماد طرق جديدة مهمة جدا ، وهذه الوسائل في تطور مستمر وتمضى باستمرار نحو غايتها.
ومن هذه الوسائل المهمة التى يعتمدها العدو المستكبر وصنعيته إسرائيل وادواته في المنطقة، وهي وسيلة الكذب وتشويه الحقيقة والتحريض وإنشاء غرف متخصصة ومحترفة مهمتها التأثير في الراى العام العربي والإسلامي وابعاد الناس عن المقاومين والإصرار على ترويج الاكاذيب والضخ الكبير لها وتنويع مواقع النشر لهذه الاكاذيب حتى يخيل لبعض الناس من كثرة الطرق عليها انها حقائق.
ونتساءل هنا ماذا نعرف مثلا عن وحدة المراقبة والرصد والاستطلاع الإلكتروني التابعة لكيان العدو والمعروفة باسم “الوحدة 8200”
انها مجموعة محترفة يشرف عليها مختصون وتنشط جدا في مواقع التواصل الاجتماعي بحسابات عربية و فارسية ويتم التركيز على حسابات فلسطينية ولبنانية وعراقية وخليجية إذ تمتلك هذه الوحدة آلاف الحسابات التى تكتب في كل صغيرة وكبيرة وبكل اللهجات، ويرفعون هاشتافات بشكل منظم ومخطط له لتتصدر الترند في دول
العالم ويستطيعون التأثير في المتلقي بكثرة الضخ الإعلامي في المواضيع التي يركزون عليها.
انهم يجتهدون لتوظيف أي مناسبة او حدث لصناعة الهزيمة النفسية لجمهور محور المقاومة فنجد التشكيك المستمر بقدرات المحور والتساؤل عن جدوى ألمقاومة في ظل حالة التفوق الصهيوني المدعاة والتي يكرر الحديث حولها بعض الأكاديميين العرب عن جهل وغفلة وسذاجة او عن عمالة وخسة ونذالة ، وما أكثر المتصهينين فى أمتنا الذين يخذلون الجمهور صباح مساء عن نصرة المقاومة ويهاجمون المقاومين وهم بذلك يخدمون العدو ويطعنون امتهم ومنهم العميل الصريح الذي لايخفي عمالته وذلك المتستر الذي يختفي تحت شعارات العلم والموضوعية وهو ابعد ما يكون عنها.
وتركز هذه الوحدة على تشويه صورة محور المقاومة وبث الشائعات
والسخرية والاستهزاء بأي عملية عسكرية ضد الكيان الصهيوني ومحاولة تسخيفها والتقليل من شأنها
ويعمد العاملون في هذه الوحدة الخطيرة على نشر الفتنة بين المسلمين مؤججين الخلافات المذهبية مانعين اى دعوة للتقارب بين المسلمين ووحدتهم.
وتعمد هذه الوحدة عبر آلاف الحسابات إلى إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمواد وأخبار وصور وفيديوهات غالبيتها العظمى ملفقة باحترافية لزرع الإحباط وتسخيف عمل المقاومة والسخرية والاستهزاء والفتنة والشقاق وقتل المعنويات والتشكيك بالمنجزات
ان اهم مايجب ان ينتبه له الناس مساعي العدو لضرب الوحدة بين المسلمين والاجتهاد للوقيعة بينهم وتشويه صورة المقاومين ولو عرف الناس أساليب العدو الماكرة وخططه الخبيثة لفوتوا عليه الفرصة وانتصروا عليه بإذن الله.
سليمان منصور