في ذكراه فلسطين تفتقد الحاج قاسم
والعام 2023 يحل علينا تستقبله فلسطين كما في العامين السابقين (2021 / 2022) ، تستقبله بحزن خاص ، إذ تفتقد نصيرها ، والعامل سرا وجهرا لتشييد بنيان المقاومة ، وتقوية هذا البنيان ، ومجابهة الاحتلال ، مواصلا في طريق مناصرة القدس ، التي استحق ان يحمل اسمها ، وهو شهيد القدس كما اسماه القيادي الحمساوي الكبير الحاج اسماعيل هنية ، اسماه شهيد القدس ، وقد عاش الشهيد الحاج قاسم مناصرا لفلسطين ، مجاهدا في سبيل تحريرها ، ومضي إلى الدرجات العلا ، حاملا اسم هذه المدينة المقدسة ، فهنيئا له هذا الوسام الرفيع ، وهنيئا لهذه المدينة الشريفة بهذا المجاهد العظيم ، ومن سواه أولى بها منها.
كل من له اهتمام بهذه القضية يعرف ولو بشكل مجمل ان للشهيد الحاج قاسم علاقة خاصة بفلسطين وأهلها ، وان لهذا القائد الجهادي الكبير توجه واضح لمناصرة القدس ، ويصنفه القريب والبعيد من ضمن المدافعين عن فلسطين ومظلوميتها ، ويعتبره الجميع من ضمن المجاهدين لتحريرها من دنس الاحتلال وسوء صنيعه ، ويمكن القول ان علاقة الشهيد سليمانى بفلسطين وتعهداته المستمرة بالعمل على مساعدة المجاهدين لأجل تحريرها يمكن القول ان هذه التعهدات واضحة عند الفلسطينيين ، وهم قد راوها أعمالا تنفذ على الأرض وليست تعهدات فقط والسلام ، وانما كان الشهيد ممن يتبعون القول بالعمل ، وربما هذا ما جعل السيد اسماعيل هنية يقول بقوة ويكرر ثلاثا امام الإعلام ان الشهيد سليمانى كان شهيد القدس ، وهذا القول لم يأت من فراغ وانما جاء نتيجة معرفة اهل فلسطين بدور هذا الرجل فى دعم قضيتهم.
ومن المناسب ان نشير في هذه السانحة إلى رسالة الشهيد قاسم سليماني لقائد كتائب القسام القائد محمد الضيف والتي توضح تعهدات الشهيد سليمانى بمناصرة قضية فلسطين.
ومما جاء فى هذه الرسالة :
إن إيران لن تترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت الضغوط واستحكم الحصار”، موجها التحية إلى “الشعب الفلسطيني الشجاع، في ظل حصار المظلوميّة أمام عيون ملايين المسلمين”.
ووصف سليمانى فى هذه الرسالة رفيقه فى الجهاد على طريق القدس القائد القسامى محمد الضيف، بـ”الشهيد الحيّ ، والمقاوم الشجاع”، مبلغا إياه “شوقه للمرابطين في الجبهة الأطهر”، قائلا: “طمئنوا الجميع أن إيران لن تترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت الضغوط واستحكم الحصار”.
ووجه الجنرال قاسم سليماني في رسالته لمحمد الضيف، التحية والسلام، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، واصفا إياه بـ”المناضل المقاوم”، مؤكدا أن الدفاع عن فلسطين “شرف لنا ولن نتخلى عن هذا الواجب مقابل أيّ من متاع الدنيا”، منوها إلى أن “أصدقاء فلسطين أصدقاؤنا وأعداؤها أعداؤنا، هذه كانت سياستنا السابقة وستبقى”.
وختم سليماني رسالته لقائد كتائب القسام، بالقول: “آمل أن يوفقنا الله الحضور إلى جانبكم، ويبلغنا أملنا بالشهادة في سبيل فلسطين”.
فلسطين اليوم تفتقد الشهيد قاسم سليماني ونسأل الله أن يوفق السائرين على خطي الشهيد سليمانى لمواصلة طريقة نصرة للقدس التى استشهد في سبيلها.
سليمان منصور