فعالية سلاح المقاطعة الاقتصادية
تحدثنا من قبل أكثر من مرة عن المقاطعة الاقتصادية للعدو وداعميه ، وكيف ان الجميع وكل من موقعه مطالب بالمشاركة في التضييق على اسرائيل والاسهام في صد عدوانها عن الفلسطينيين ، وان الشعوب تستطيع التأثير على العدو بتمسكها الصارم بخيار المقاطعة كموفف أخلاقي وانساني قبل أن يكون شرعيا.
وتعرضنا في مقالات سابقة للحديث عن الدور الكبير الذي قامت به الجماهير في عالمنا العربي والإسلامي وفي العالم اجمع وهى تقاطع الشركات الإسرائيلية وتلك الداعمة للعدو، وعرضنا مواقف بعض الدول والمنظمات التى قاطعت العدو.
وعلى الرغم من مرور أكثر من تسعة أشهر الان على معركة طوفان الأقصى فان روح المقاومة مازالت مستشرية في نفوس الكثير من احرار الأمة وقد اتخذوا من المقاطعة الاقتصادية للعدو وداعميه ومن تعاون معه اتخذوا المقاطعة سلاحا وهو بالفعل سلاح فاعل.
وقد رأينا إصرارا غير مسبوق على المقاطعة الاقتصادية للاحتلال وكل الشركات التي تعمل على دعمه، وانتشرت حملات إلكترونية قام بها أفراد، جعلت الآخرين يخجلون من ابتياع أي من المنتجات المقاطعة، بل وجعلت الباعة في كثير من المتاجر يعرضونها على استحياء، بعد أن شهدت الماضية دعوات كثيرة من شباب لديهم الإصرار على المواصلة، وحقق هذا الامر نتائج كبيرة يمكن أن يلاحظها العابر سريعا وكلما تصاعدت وتيرة الإبادة على قطاع غزة، تصاعدت معها وتيرة المقاطعة للشركات الكبري الداعمة للعدو وتبرز بوضوح اسماء أشهر العلامات التجارية العالمية التي تحظى بشعبية واسعة في الأسواق العربية مثل ماكدونالدز، وستاربكس، وبيبسي، وكوكاكولا، خاصة بعد إعلان العديد منها موقفه الداعم لإسرائيل.
وتعرضت سلسلة “ماكدونالدز” بشكل خاص لحملة عنيفة بعد إعلان فرعها في (إسرائيل) عن توزيع آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، وهو الخبر الذي كان له الأثر الكبير على المتابعين العرب، وبدأوا حملة مقاطعة منظمة ومكثفة بعد أن تفاخر المطعم المشهور بتقديم الطعام لجنود الاحتلال في وقت يُحرم فيه سكان غزة من الطعام.
وتحت ضغط اتساع دائرة المقاطعة
اضطرت الشركة الأمريكية العملاقة للوجبات السريعة(ماكدونالدز)
إلى إسقاط دعوى الترهيب التي رفعتها ضدّ مجموعة المقاطعة في ماليزيا (BDS Malaysia)، متهمة المجموعة بـ “التشهير”، فيما أعلن المدير المالي للشركة أنها فشلت في تحقيق مبيعاتها المستهدفة لأول مرة منذ سنوات، مضيفاً أن: “المبيعات الدولية ستنخفض تباعاً في الربع الحالي، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة 2% في التعاملات المبكرة”.
وقالت شركة “نستله” المعروفة إنها أغلقت مؤقتاً أحد مصانع إنتاجها في (إسرائيل) “كإجراء احترازي”، لتصبح أول شركة عملاقة للمنتجات الاستهلاكية تعلن عن رد على الصراع هناك.
ووفقاً لتقرير للأمم المتحدة، شكلت حركة مقاطعة إسرائيل BDS عاملًا رئيسيًا في انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 46%
سليمان منصور