فرنسا تخشي توالي الصفعات الأفريقية
لن ينسي الأفارقة لفرنسا سوء صنيعها
بهم وحرصها على استغفالهم ومواصلة سرقتهم وهم يواصلون تمكينها من الاحتيال عليهم وافقارهم ، ولايمكن لهم ان ينسوا ما ظل يحدث لهم منها ايام الاستعمار وحتى بعد الاستقلال الشكلي الذي تحقق لهم .
ومؤخرا ثار بعض الأفارقة وعمدوا الى طرد فرنسا من بلدانهم وقطع يدها عنهم ومنعها من سرقة خيراتهم ومن ذلك ما حدث في النيجر من قرارات قوية قضت بإخراج فرنسا من مناجم اليورانيوم ، وتساءل مراقبون عن دلالات ذلك
ان قرار سحب الترخيص من الشركة الفرنسية إذا استُكملت إجراءاته ومقتضياته لن يكون مجرد قرار لوقف السرقة الفرنسية ليورانيوم النيجر فقط، بقدر ما يُعبر من جهة عن تحولات وتفاعلات جديدة في علاقات النيجر الخارجية.
وبدأت الشركات الفرنسية أنشطة استكشاف واستخراج اليورانيوم بشروط وُصفت بـ”المخزية والظالمة” لأصحاب الأرض، من بينها إعفاء الشركات الفرنسية العاملة في قطاع اليورانيوم من ضريبة الشركات والحصول على إعفاءات من ضرائب الدخول والرسوم الجمركية.
وافتتحت فرنسا أوّل منجم لتعدين اليورانيوم في مدينة أرليت عام 1971، حين قامت شركة “أريفا” الفرنسية المملوكة للدولة، والمعروفة حالياً باسم “أورانو”، بمهام استخراج المعدن الأكثر استخداماً لتوليد الطاقة النووية الفرنسية.
وفي الفترة الممتدة بين عام 1974 وأواخر الثمانينيات، بدأت شركة كهرباء فرنسا تشغيل المفاعلات النووية بواقع 6 مفاعلات كل عام، حتى أصبحت تمتلك فرنسا اليوم نحو 56 محطة نووية أُنشئ معظمها في فترة السبعينيات والثمانينيات، وتوفّر نحو 75% من احتياجات فرنسا من الكهرباء.
إن الاستغلال الظالم للشركات الفرنسية في التنقيب عن يورانيوم النيجر لم يكن في طريقة حصولها على الصفقات بأسلوب القوة والابتزاز أو في العقود السرية المبرمة، لكن في أن تلك العقود كانت مدتها 75 سنة، وتحت بنود مستقرة ودائمة منذ سنة 1968 إلى 2043. إن عائدات النيجر من اليورانيوم خلال الـسنوات الـ45 الماضية لم تتجاوز 13% من مجموع العائدات.
ويأتي قرار النيجر في بيئة سياسية دولية وإقليمية وأفريقية غاية في الأهمية تشهد تحالفات وتشابكاً في العلاقات، وبالتالي فإن قرار إلغاء النيجر ترخيص شركة الطاقة النووية الفرنسية “أورانو” قد يكون مقدمة لصفقة تمنح النيجر بموجبها إيران نحو 300 طن من اليورانيوم النيجري، وهو ما ألمحت وأشارت إليه تقارير غربية وأميركية في الماضي، ما يعني أن قرار النيجر إلغاء تراخيص الشركة الفرنسية لا يعني فقط وقف السرقة والاستغلال الفرنسي ليورانيوم النيجر، لكنه سيُفضي إلى عدة متغيرات تتعلق بإعادة رسم محددات العلاقات الخارجية للنيجر بعيداً عن فرنسا وأكثر قرباً من روسيا والصين وإيران.
سليمان منصور