أخبار السودان :
غزة تكشف النفاق الرسمي الفرنسي
تحدثنا من قبل ، وعلى هذه المساحة عن ضيق فرنسا الرسمية باتجاه بعض الناشطين من الفرنسيين والمقيمين في فرنسا من اتجاههم لتنظيم فعاليات تناصر غزة وتدين استمرار حرب الابادة التى تواصل إسرائيل ارتكابها منذ ستة أشهر بحق المدنيين الفلسطينيين ، واستنكار قطاعات واسعة من الجمهور الفرنسي والغربي عموما تأييد حكوماتهم لهذا العنف الصهيوني المفرط او على الاقل الصمت المخزي الذي طبع الحكومات الغربية.
وأوضحنا في المقال السابق احتجاج رئيس الوزراء وكذلك رئيس الجمهورية على منع طالبة يهودية من تصوير وجوه المشاركين في الاحتجاجات مع ان ذلك يسبب مشاكل للمحتجين لكن الحكومة ممثلة في رئيسي الجمهورية والوزراء كاعلى سلطة تدخلت بشكل خاطئ في أمر لا يخصها وكل ذلك دعما لإسرائيل ومناصريها في وتضييقا على المتضامنين مع غزة.
ونعرض اليوم لبعض ما يؤيد ماقلناه سابقا.
كرر أعضاء الحكومة ووسائل الإعلام الفرنسية الكبرى الاتهام للأكاديميين الذين اعتصموا تضامناً مع الفلسطينيين بمعاداة السامية، ووصفت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون بيفيه (من حزب ماكرون) ما قاموا به بأعمال العنصرية ومعاداة السامية ، كذلك فعلت وزيرة المساواة بين الجنسين، أورور بيرجي، في حين قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشر: إن معهد العلوم السياسية قد أصبح “مخبأً لليسار الإسلامي”.
اليمين المتطرف أيضاً دخل في هذه المعركة، إذ نشر أحد صقور المتطرفين جان ميسيها (من أصول مصرية) صورة للمعتصمين معلّقاً: “في معهد العلوم السياسية في باريس، ينظّم عملاء حماس الملثمون مؤتمراً صحافياً.
وفي مساء 14 مارس، حظر مقر الشرطة في باريس مسيرة مؤيّدة للفلسطينيين أمام معهد العلوم السياسية بحجة “سياق التوترات الشديدة”.
ان حادثة معهد العلوم السياسية تؤكد مرة جديدة، أن ما يخرج أحياناً على لسان إيمانويل ماكرون من انتقادات لسياسة “إسرائيل” الإجرامية في غزّة ليس سوى “نفاق سياسي دعائي”، وأنّ فرنسا محكومة بالفعل من قبل لوبي صهيوني، يمارس رقابة مشدّدة على السياسيين الذين يريدون البقاء في السلطة، وعلى مقربة من انتخابات برلمانية أوروبية، حيث تشعر الأغلبية الماكرونية الحاكمة، بفقدان ثقة الشارع الفرنسي، يعتقد هؤلاء أن الوقوف إلى جانب “إسرائيل” مهما فعلت، هو السبيل الأنجح للبقاء في السلطة.
ولطالما استخدمت فرنسا مصطلح “جمهوريات الموز”، لوصف حكومات تستخدم أساليب ملتوية للبقاء في السلطة وتعتمد في كثير من الأحيان على دعم مراكز قوى داخلية وخارجية، فهل انتقلت إليها العدوى؟
سليمان منصور