عودة لخطاب السيد الخامنائي لطلاب الغرب
تحدثنا أكثر من مرة على هذه المساحة عن خطاب السيد على الخامنائي إلى شباب وطلاب الغرب ، وكان مهما ان نعود إلى هذا الخطاب مرة أخرى ونقف مع بعض النقاط فيه ونتحدث عنها بقليل من الكلمات علنا نضيئ قليلا على بعض ما أراده السيد من معني هدف إلى ايصاله للطلاب وعبرهم إلى المجتمع الغربي لعل ذلك يبين بعض مقاصد الخطاب.
يخاطب السيد الطلاب قائلا :
لَقَد انبَثَقَت جَبهةُ المقاومةِ من قلبِ هذهِ الأجواءِ المُظلمةِ، التي يخيّمُ عليها اليأسُ، وعَزّزَ رَفعتَها وقُوّتَها تأسيسُ حكومةِ الجُمهوريّةِ الإسلاميّةِ في إيران.
يشير السيد هنا الى الدور المحوري لإيران في استنهاض همم المقاومين وتأسيس ودعم هذه الجبهة العريضة وما عانت منه إيران بسبب مواقفها التي قررت أن تقفها وهذا ما يجعل كثيرين يعادونها.
ويقول السيد :
لقد قدّمَ قادَةُ الصّهيونيّةِ الدوليّةِ، الذينَ يستحوذونَ على مُعظَمِ المُؤسساتِ الإعلاميّةِ في أمريكا وأوروبا أو يُخضِعونَها لنُفوذِ أموالِهم والرِشا، هذهِ المقاومةَ الإنسانيّةَ والشُّجاعةَ على أنّها إرهاب؛ فهَل الشَّعبُ الذي يدافعُ عَن نَفسِهِ في أرضِهِ أمامَ جَرائمِ المُحتلّينَ الصهاينةِ إرهابيٌّ؟! وهل يُعدُّ الدَّعمُ الإنسانيُّ لهذا الشّعبِ وتَعضيدِ أذرعِه دَعمًا للإرهاب؟!
ويفند السيد حجج الغرب في اتهامه لإيران بدعم الإرهاب وللمقاومين بالارهابيين مبينا التوصيف الصحيح لحركات المقاومة وداعميها لافتا نظرالشباب و الطلاب في الغرب إلى هذه المفاهيم لعلهم ينتبهون لها وتسقط بالتالى مزاعم حكوماتهم التى ظلت ترددها وتتبناها طويلا.
ويمضي السيد قائلا :
إنَّ قادةَ الغطرسةِ العالميّة لا يَرحمونَ حتّى المفاهيمَ الإنسانيّةَ! إنّهُم يقدّمونَ الكيانَ الإسرائيليَّ الإرهابيَّ عَديمَ الرحمةِ مُدافعًا عن النّفسِ، ويَنعَتونَ مُقاومَةَ فِلسطينَ، التي تُدافِعُ عَن حُريَّتِها وأمنِها وَحقِّها في تقريرِ مَصيرها، بالإرهاب
انها محاكمة سياسية واخلاقية للنظام الغربي وفضح له امام شعوبه وهذا الكلام من السيد يشعر الأنظمة الغربية بالقلق وهي ترى عدوها يخاطب شبابها بلغة المنطق ويدعوهم إلى التفكير في ما يقوله لهم وهذا بحد ذاته يعتبر انتصارا لجبهة المقاومة التى استطاعت ان تحارب التضليل والتزبيف ونشر الباطل.
ونختم بهذه الفقرة من كلام السيد التى تعرض النتائج الان وتبين ما يتوقعه كل قارئ للأحداث من انهيار نظرية الغرب الإستعماري في هذا المجال ، يقول السيد :
أودُّ أن أُطَمئِنَكُم بأنَّ الأوضاعَ في طَورِ التغييرِ اليوم، وأنَّ أمامَ منطقةِ غَربيِ آسيا الحساسةِ مصيرٌ آخَر. لقد صَحَت ضَمائِرُ كَثيرةٌ على مُستَوى العالَم، فالحقيقةُ في طَورِ الظُّهور. كما أنَّ جبهَةَ المُقاومةِ باتَت قويّةً، وستَغدو أكثر قُوّةً. التاريخُ يَطوي صَفَحاتِه أيضًا. وبِمُوازاتِكُم أيّها الطلابُ مِن عشراتِ الجامعاتِ في الولايات المتحدة، نَهَضَتِ الجامعاتُ والنّاسُ في سائر الدولِ أيضًا. إنّ مؤازرةَ أساتذةِ الجامعاتِ ومُسانَدَتَهم لكم، أيّها الطلّاب، حدثٌ مهمٌّ ومؤثّرٌ، يُمكنُ له أن يُريحَ أنفُسَكُم بعضَ الشيءِ إزاءَ سُلوكِ الحكومةِ «البوليسيِّ» الفظّ، والضغوطِ التي تمارِسُها بحقِّكُم. أنا أيضًا أشعر بالتَّعاطِفُ مَعكُم، أيّها الشبابُ، وأُثمّنُ صمودَكُم. إنّ درسَ القرآنِ الموجّهِ إلينا، نَحنُ المسلمين، وإلى جميعِ الناسِ حولَ العالمِ، هو الثّباتُ على طريقِ الحقّ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (هود، 112)، كما أنّ درسَ القرآنِ بشأنِ العلاقاتِ بين البشرِ هو: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (البقرة، 279). جبهةُ المقاومةِ، وبالاستلهامِ مِن هذهِ التعاليمِ والمئاتِ مِن مثيلاتِها والعملِ بها، تَمضي قُدُمًا، وسوفَ تُحقّقُ النّصرَ بإذن الله. أوصيكُم أن تَتَعرّفوا إلى القرآن
سليمان منصور