طوفان الاقصي.. جرد حساب
بعد عام من طوفان الاقصي ماذا نري اليوم؟
جنون إسرائيلي غير مسبوق تمثل في قتل وجرح عشرات الالاف من الفلسطينيين واللبنانيين وتدمير البلدين والنتيجة فشل ذريع في استرداد الاسري الصهاينة او كسر ارادة المقاومين وهزيمتهم وانهاء قدرات المقاومة وفشل كبير في فك الارتباط بين المقاومين وبيئتهم بل زاد التكاتف والتلاحم بين الجبهات واصبحت فلسطين هي البوصلة والعنوان وهذا ما يجعل انتصار العدو حلما بعيد المنال في ظل تفكك الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال وشدة الخلافات وعدم ثقة المجتمع الصهيوني في قيادته.
وفي هذه الفترة عاش الجيش الإسرائيلي أسوأ أيامه وظروفه والمئات منه يسقطون قتلى في جميع الجبهات واضعافهم جرحي وفاقدي التأهيل للخدمة وهناك المنهزمون نفسيا الهاربون من الميدان هذا غير النزاع مع طائفة الحريديم حول اصرار القيادة وبعض الشعب على انضمامهم للجيش ورفضهم القاطع لهذا الاقتراح بل استعدادهم للتصعيد وفعل اي شي حتى لايتم حملهم قسرا على التجنيد في الجيش ، ولايمكن اغفال الأثر الاقتصادي الكبير الذي يعاني منه العدو بسبب الحرب والنتائج المترتبة عليها مما يجعل كثيرا من المراقبين يجزمون ان العدو المنهك اقتصاديا وعسكريا وامنيا لايمكن أن يتحمل استمرار هذه الحرب لمدة طويلة مما يعني القطع بأن استمرار الحرب يعني سرعة انهيار هذا الكيان المهلهل الخرب المعطوب من الداخل وان حاول ابداء التماسك كذبا وبهتانا.
وبعد عام من طوفان الاقصي بات من المعيب خروج أولئك المسوخ الذين كانوا يصدعوننا بالحديث عن التطبيع والتعايش وحل الدولتين وقد اسقط في ايديهم ولم يراع العدو لهم حرمة ولم يحفظ لهم ذماما وهو ينكل بالابرياء في فلسطين ولبنان ويدمر هذين البلدين ويدخل كل من يجد في نفسه حرجا من ركوب قطار التطبيع يدخلهم في حرج بالغ ويجعلهم يخجلون من مواجهة شعوبهم بهذا التوجه الذي يعلمون جيدا ان الناس ليست فقط لاتقبله بل تري في من يطرحه خائنا لامته مصطفا مع الأعداء.
وبعد عام من طوفان الاقصي فان العدو وحلفاءه يجدون أنفسهم محشورين في زاوية ماكانوا يحسبون انهم سيكونون فيها وهي زاوية ضيقة محصورة يواجهون فيها تيارا شعبيا قويا متكتلا ضد إسرائيل ومن يقف في صفها.
وبعد عام من طوفان الاقصي ليس فقط لم تستطع إسرائيل رغم كل ما بذلت من جهود ان تدفع مناصريها إلى التعبير عن رأيهم والجهر بمساندة التطبيع وإنما أصبح مجرد الحديث عن اسرائيل ايجابا جريمة ان لم توجب العقوبة فان صاحبها يصبح مكان رفض واستهجان المجتمع ورغم الغرف الإعلامية الكبرى والعمل الدؤوب ليل نهار لصناعة رأى عام متوافق مع التطبيع فان كل هذه الجهود أصبحت صفرا كبيرا على الشمال وانتصر طوفان الاقصي في كل الميادين.
سليمان منصور