شكرا السيدة المحترمة مي ال خليفة
ان مما يثلج الصدور ، ويبعث على الأمل فى النفوس ، ويبشر ان الأمة بخير ، وان البعض وان سقطوا فى امتحان الأخلاق والقيم ، وانحدروا وتسافلوا بتنكرهم للحق الذى لا غباش فيه مطلقا ، ولا خلاف عليه ، متمثلا فى حق الفلسطينيين فى مقاومة الاحتلال الصهيونى وطرد الكيان الغاصب المجرم من أرضهم وتحرير بلدهم وعودة المهجرين فى الشتات ، هذا الحق الذى ليس فيه شبهة واحدة تقول ربما هذا ليس من حقكم ، أو أن هذه ليست ارضكم ، وليس باستطاعتكم الاستمرار فى المقاومة والسعى لتحريرها ، نقول عندما يتسافل بعض الحكام ويمضوا فى طريق التطبيع ناسين او متناسين ان
الشعوب لاتتفق معهم فى مساعيهم
وان التوجه العام فى الشارع العربى والإسلامى مناهض لمسيرة التطبيع ، مناصر لفلسطين وقضيتها العادلة ، ومستعد ان يذهب بعيدا فى هذا الجانب حتى بأكثر مما يتصوره العدو الصهيونى ومن يدعمه ، هؤلاء الحكام الخونة البعيدين عن شعوبهم الذين يصرون على اكمال مسيرة التطبيع ولو بقمع المعارضين لهم ، هؤلاء الحكام لم يكونوا يتصورون ان يخرج عليهم ويعارض خطهم من هو محسوب عليهم بل هو جزء من عائلة الحاكم ، ويفترض ان يستقووا بعضهم
بعضا ، فإذا بهم يصدمون فى ان أحدهم ومن بينهم يخرج ليقول لا للتطبيع ، وهذا مايثلج الصدور ، ويبعث على الفرح.
وليس هذا الاعتراض من ذوى الحكام بالكلام والخطاب والمقابل فقط وان كان هذا فى حد ذاته حسنا ، وإنما اعتراض واضح وبالفعل المباشر والموقف الذى لا لبس فيه ، ومن موقع القوة ، ووسط مجموعة يفترض ان تكون متسقة وليس فيها من يتبنى موقفا شديد التباين عن خطوطها العامة.
حديثنا اليوم بفخر واعتزاز عن رئيسة هيئة الثقافة البحرينية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة (من الأسرة الحاكمة ووزيرة فى الحكومة) والتى رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي بالمنامة فى لقاء جمع مسؤولين ودبلماسيين اجانب بمنزل السفير الأمريكى.
وفى الخبر ان الشيخة مى انسحبت من اللقاء لما علمت بهوية السفير الصهيونى ، وطلبت من السفارة الأمريكية عدم نشر اى صور لها التقطت فى هذا اللقاء طالما كان فيه السفير الاسرائيلى.
وعرفت الشيخة مي برفضها تهويد أحياء قديمة في المنامة ، ورفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي في العاصمة البحرينية.
كما استضاف مركز الشيخ إبراهيم الذي تديره الشيخة مي المؤرخ والمفكر اليهودي إيلان بابيه في نوفمبر 2021 في ندورة طرح خلالها أن الحل المستقبلي المنشود للقضية الفلسطينية يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين ، في نشاط ثقافي شكل ضربة لجهود التطبيع مع إسرائيل.
وقد أصدر الملك حمد بن عيسى ال خليفة قرارا قبل أيام باقالة السيدة الوزيرة وذلك على خلفية رفضها مصافحة السفير الاسرائيلى ومجاهرتها بمواقفها المعارضة للتطبيع.
حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية ، وحركة حماس ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أضافة لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي اشادوا بمواقف الوزيرة القوية والمشرفة واعتبروا ان هذا يبعث على الامل فى نفس الأمة ويثبت ان مسيرة التطبيع والخيانة تظل معزولة وبعيدة عن وجدان الشعوب ، وان الحكام مهما فعلوا فلن يستطيعوا فرض التطبيع على الأمة.
وتوجهت الشيخة مى بالشكر لكل من اشاد بموقفها وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي “من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتنى ، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا”،
ونقول شكرا من القلب للسيدة المحترمة الوزيرة مى بنت محمد آل خليفة فقد قمت بعمل عظيم وهذا الموقف المحترم يعتبر ردا على كل منغمس فى مستنقع التطبيع الاسن.
سليمان منصور