سيد نصر الله.. عاش ورحل عظيما
رحل الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وهو في ميدان المعركة مقاتلا ذابا عن المستضعفين مواجها القتلة المجرمين ومن خلفهم داعميهم الظلمة المستكبرين.
رحل ولم تلن له قناة ولم يضعف او يكل وإنما ظل الى اخر عمره مجاهرا برفض الظلم داعيا للحق والعدل مناديا بنصرة المظلومين متحملا في سبيل ذلك كل عناء بل مقدما جليل التضحيات ويؤكد بالفعل قبل القول انه وجماعته وحزبه واحبابه ومحوره لن يتخلوا عن فلسطين ولن يتركوا المسجد الاقصي.
رحل من جاهد ووفي وكفي واستشهد في سبيل الله مقدما نفسه قربانا لمرضاة الله تعالى والجود بالنفس أعلى غاية الجود.
ومن الطبيعي ان يحزن لفقده الاحرار وتبكيه الملايين وتحس بمرارة الرحيل وعظم الفاجعة لكن الجميع يعلمون ان وصية السيد الشهيد هي المضي قدما في طريق الجهاد والمقاومة وهو طريق ذات الشوكة الذي يعلم كل من يسير فيه ان من يرجو عظيم النتائج وتحقيق الانتصارات الكبري سيقدم عظيم التضحيات التى تهون مهما عظمت امام عظمة المشروع والنتائج المرتجاة.
ان جمهور المقاومة وكل الاحرار يعاهدون السيد الشهيد بأنهم سيحملون دمه ويمضون وهم أكثر تصميما على بلوغ الهدف لإيمانهم ان استشهاد القادة هو وقود النصر.
ان المقاومين وقد اختاروا هذا الطريق يعلمون جيدا انهم يمكن أن ينالوا الشهادة في اى لحظة ، وهذا اليقين بأن اي واحد منهم مشروع شهيد يجعلهم يانسون بالشهادة بل يتمونها ويشتاقون اليها وليس من ضعف وخور واستسلام وإنما من موقع العزيمة والصدق والقوة والثبات واليقين بان مسيرتهم كلها انتصار وكما قال السيد الشهيد نحن لانهزم فنحن منتصر ون دوما إذ عندما نحقق النصر والظفر ونهزم العدو ونفشل مشاريعه ونبطل مخططاته ننتصر وعندما نستشهد ونلتحق بالأحبة ونمضي في طريق المقاومة رافعين الراية ننتصر.
ان اي شهيد يرتقي يكتب بدمه معالم النصر ومع غياب اي قائد عن الساحة يأتي كثيرون غيره ولن تتوقف المسيرة لغياب احد او حتى جماعة.
وفي تاريخنا القريب عندما اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي عام 1992 اشفق كثيرون على المقاومة وظنوا ان مواصلة الطريق صعبة وإسرائيل نفسها كانت منتشية باغتيالها سيد عباس وقالت ان حزب الله لن يستطيع فعل شي وقبل ذلك احتفي الاشرار بتغييب الإمام موسي الصدر وقالوا لن تقوم للمحرومين في لبنان قائمة وكانت النتيجة بعكس ذلك ، ومع رحيل الإمام الخميني اشفق كثير من المحبين على إيران وثورتها وخشوا ان تتعثر وتسقط ويتم القضاء عليها وايران اليوم بفضل الله وتوفيقه اقوي من اي وقت مضي في تاريخها ، ويعرف المؤمنون ان ارادة الله تعالى طالما اقتضت رحيل السيد فهو لخير سواء فهموا الحكمة من ذلك ام لا وباذن الله تعالى ما تخبئه الايام سيكون خيرا على الاحرار ووبالا على كل المعتدين المجرمين.
سليمان منصور