أكدت رشا عوض، الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) صحة الأخبار بشأن موافقة قائد عام الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، على لقاء (تقدم) بعد تلقيه دعوة من الدكتور عبد الله حمدوك. ونوهت رشا عوض في حديث لراديو دبنقا إلى أن الدعوة قدمت بصورة متزامنة مع الدعوة التي وجهت سابقا لقيادة قوات الدعم السريع، معتبرة أن هذه الموافقة تطور إيجابي وتمنت أن يتم تنظيم هذا اللقاء في القريب العاجل استجابة لتطلعات الشعب السوداني في حل سلمي سياسي تفاوضي ينهي الحرب ويفتح الطريق نحو سودان آمن وديمقراطي.
وأشارت الناطقة الرسمية باسم (تقدم) إلى أن الأجندة التي ستطرحها (تقدم) في الاجتماع هي خارطة الطريق وإعلان المبادئ السياسي التي تم طرحها على قائد الدعم السريع، وسيتم الحوار والنقاش حولها للوصول إلى اتفاق بشأن الهدف الرئيسي هو أنه ليس هنالك حل عسكري للأزمة وأن الأولوية للحل السياسي الذي يبدأ بوقف عدائيات ثم الدخول في عملية سياسية تنهي واقع الحرب.
وقف الحرب يمر عبر الحديث مع حملة السلاح
وحول ما إذا كانت هذه اللقاءات يمكن أن تمثل تدخلا من القوى العسكرية في العمل السياسي مرة أخرى، نفت رشا عوض هذه الاتهامات وشددت إلى أن اللقاء بقيادة قوات الدعم السريع واللقاء المرتقب بقيادة القوات المسلحة تستهدف بالأساس وقف الحرب لأن وقف القتال هو أول خطوة نحو ابتدار عملية سياسية سلمية. ومن البداهة أنه لا يمكن وقف الحرب إلا عبر الحديث مع صناع قرار الحرب من القيادات العسكرية ولا يمكن أن نأمل في نهاية سلمية للقتال الجاري إلا بقبول الطرفين بالحل التفاوضي. بعد ذلك ستأتي العملية السياسية التي يفترض الا تستثني الطرف المدني. وأضافت أن التفاوض من أجل السلام يجب أن يشمل المدنيين عبر تغيير في منهج التعامل مع قضية السلام بحيث لا تتم كاتفاقيات أمنية واتفاقيات لتقاسم السلطة بين الأطراف المتقاتلة ويجب أن يكون الحل شاملا لتكون هذه الحرب هي الأخيرة في تاريخ السودان.
واعتبرت الناطقة الرسمية باسم (تقدم) أن توقف الأفعال غير المنسجمة مع الرغبة في السلام مثل توسيع الحرب من قبل الدعم السريع ومقاطعة الجيش لقمة كمبالا مرهونة بقناعة الطرفين بالحل السلمي التفاوضي. وتبذل (تقدم) مساعيها في اتجاه إقناع الطرفين بتنحية الخيارات الحربية والعسكرية والكف عن التفكير بأن هذه الحرب يمكن أن تنتهي بنصر عسكري حاسم لأحد طرفيها. إقناع الطرفان بالحل السلمي التفاوضي سيكون ذلك المدخل الصحيح لحل الأزمة السياسية والعسكرية في البلاد.
مواصلة مساعي توحيد القوى المدنية
وأشارت رشا عوض إلى أن مشروع تقدم نفسه يهدف إلى توحيد القوى المدنية وتمضي مساعيها في اتجاهين، أولهما السعي في مخاطبة الأطراف العسكرية بإيقاف الحرب وقبول الحل السلمي التفاوضي، والاتجاه الرئيسي هو توحيد القوى المدنية الديمقراطية وتحقيق أوسع إجماع شعبي حول هدف إيقاف الحرب لأن الإجماع الشعبي وقوة الضغط الشعبية هي ورقة ضغط مؤثرة على كل الأطراف الفاعلة، والهدفان متكاملان وتسعى (تقدم) لتحقيقهما معا بالتوازي وبالتكامل.
وأشارت رشا عوض إلى أن المسعى الرئيسي هو توسيع مظلة لا للحرب وتوسيع مظلة دعاة التحول الديمقراطي في السودان، وإن موافقة حزب البعث (الأصل) وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، على اللقاء والجلوس والحوار هي في حد ذاتها مؤشر إيجابي ومشروع (تقدم) مازال قيد التشكل ومفتوح لاستيعاب المدخلات من القوى السياسية التي تقبل أن تعمل جنبا إلى جنب مع (تقدم)، وبالتالي فإن أي اختلافات فكرية أو سياسية لن تكون عائقا أمام توسيع هذه المظلة إذا توافق الجميع على الهدف المركزي الذي يقف معه كل المكتوين بالحرب وهو ضرورة إيقاف هذه الحرب وضرورة استعادة مسار التحول الديمقراطي في السودان واستعادة أهداف ثورة ديسمبر.
ورشة للإصلاح العسكري وأخرى للعدالة الانتقالية
وكشفت رشا عوض عن البدء في تنظيم الورش التحضيرية التي تسبق الاجتماع التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بورشتين في كمبالا هما ورشة الإصلاح الأمني والعسكري وورشة العدالة الانتقالية. وأشارت إلى أن سيتم عرض نتائج ومخرجات هذه الورش ليجيزها المؤتمر التأسيسي ل (تقدم) والمزمع عقده في نهاية شهر فبراير القادم. واعتبرت رشا عوض أن الورش ستكون وسيلة لتوسيع التحالف ولاستيعاب القوى خارج (تقدم) جنبا إلى جنب مع القوى داخل (تقدم). ونوهت إلى أن عمل هذه الورش لن يبدأ من الصفر، لكن هناك مستجدات طرأت على الساحة وهناك متغيرات والورش التي ستعقد الآن ستعقد في ظروف الحرب وفي ظروف لم يعرفها السودان من قبل ومن المؤكد أنها ستستوعب هذه المتغيرات للخروج برؤيا تتناسب مع الواقع الحالي ومعطياته.
المصدر: دبنقا