أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، انفتاح بلاده على الورقة العربية الخليجية، لافتا إلى أن هذا الملف كان محور اتصاله مع وزير خارجية الكويت.
وفي تصريح صحفي، قال ميقاتي: “الحكومة اللبنانية منفتحة على الورقة العربية الدولية الخليجية التي حملها معه إلى بيروت وزير خارجية الكويت، وهي تتعاطى معها بإيجابية وتبدي ارتياحها لمبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء صندوق مالي يخصص لتوفير الدعم للمؤسسات غير الرسمية من صحية وتربوية وإنسانية تولي اهتمامها باللبنانيين من ذوي الاحتياجات في هذا الخصوص، في ظل عدم قدرة الدولة على تأمينها، بسبب تدهور الوضع المالي والاقتصادي”.
وأوضح ميقاتي أن هذه الورقة كانت محور اتصاله بوزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.
وأشار إلى أن “إنشاء الصندوق السعودي – الفرنسي تقرر في الاجتماع الذي عقد بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان”.
وأكد أن السعودية تبرعت بـ36 مليون دولار عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وهذا ما يؤشر إلى بدء صرف المساعدات للمؤسسات الإنسانية اللبنانية غير الرسمية.
وكشف ميقاتي أن الضوء الأخضر لبدء صرف المساعدات أعطي في الاجتماع الثنائي الذي عقد أخيرا في باريس وضم المستشار في الديوان الملكي السعودي، نزار العلولا، والسفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري، ومستشار الرئيس الفرنسي، باتريك دوريل.
وردا على سؤال، شدد رئيس الحكومة على أن “الحكومة ملتزمة إلى أقصى الحدود في الحفاظ على أطيب العلاقات مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لرأب التصدع الذي أصاب هذه العلاقات، ولتفعيل وتعزيز التعاون على قاعدة التزام لبنان بجميع القرارات العربية والدولية، والعمل الجدي للحفاظ على استقرار لبنان وتحصينه، وقطع الطريق على من يحاول العبث بالسلم الأهلي”.
وأضاف ميقاتي: “الحكومة اللبنانية تعي تماما بأن لا يكون لبنان منطلقا لأي أنشطة سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية يمكن أن تهدد استقراره وتؤدي إلى زعزعة علاقاته التاريخية بدول الخليج، وأولها السعودية”. وقال: “نحن نحرص أشد الحرص لاتخاذ كافة الإجراءات لمنع تهريب الممنوعات، وخصوصا المخدرات إلى دول الخليج الحريصة على سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها”.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن ارتياحه للدور الذي تقوم به باريس لدى المملكة العربية السعودية لتنقية العلاقات اللبنانية – الخليجية من كل ما أصابها من شوائب، خصوصا أن دول الخليج كانت وستبقى الداعمة لاستقرار لبنان وتوفير المساعدات الإنسانية للبنانيين، وقال إنه لا مصلحة للبنان بتحويله إلى منصة لتوجيه الرسائل إلى الأشقاء العرب والتدخل في شؤونهم الداخلية “لأننا لسنا في وارد أن نعيش في جزيرة، في عزلة عن محيطنا العربي”.
المصدر: “الشرق الأوسط”