أخبار السودان :
دمشق تسجل المزيد من الانتصارات
فى صمود واباء ، و فى عز وشموخ يشعر المتابعين بتحقيق النصر والظفر ، تستقبل دمشق يوما بعد آخر ، المزيد من الوفود الرسمية العربية ، التى طرقت الباب متضامنة بعد كارثة الزلزال المدمر ، مواسية فى المصاب الجلل ، لكن هذه الوفود مع مجيئها فى ظرف انسانى الا انها فى الحقيقة تحمل رسالة اكبر وابعد من التضامن والمواساة ، إذ يشكل هذا التوافد الرسمى العربى على دمشق اعترافا بفشل سياسة الحرب على سوريا ، التى كان بعض العرب بكل اسف فاعلين فيها ، وتشكل هذه الزيارات تحديا للحصار الغربى الجائر على الشعب السورى المظلوم، وكسرا لهذا الطوق الذى ارادت أمريكا ومن معها من المعتدين على سوريا ارادوا ان يعزلوها به ويحكموا الخناق عليها لكن الصبر والصمود الاسطورة لسوريا شعبا وجيشا وقيادة ، وتعاون الحلفاء ووفاءهم ، كل هذه العوامل ابطلت المكيدة الخبيثة ، وهاهى سوريا تشمخ براسها عاليا ، تستقبل من كادوها وتامروا عليها وحاربوها ، تستقبلهم بصدر مفتوح ، لعلهم يؤبوا إلى رشدهم ، ويكفروا عن خطيئتهم.
كان الاماراتيون قد وصلوا دمشق باكرا ، واعادوا افتتاح سفارتهم ، وزار وزير الخارجية الأماراتى دمشق ، والتقى الرئيس الأسد ، الذى بادر هو يزيارة ابو ظبى فى لفتة بارعة اكدت ان عودة العرب إلى دمشق ربما لم تعد بعيدة ، وكان ذلك قبل حدوث الزلزال المدمر ، الذى عجل بتوافد العرب على دمشق، وكان القرار التونسى بترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسى بين البلدين تمهيدا لعودة السفراء ، ووصل وزراء من لبنان ، كما شاهدنا فى دمشق وزير الخارجية الأردنى ، ثم سافر الرئيس الأسد إلى مسقط وعاد إلى بلاده ، ليستقبل وفد البرلمان العربى برئاسة السيد محمد الحلبوسى ، الذى نادى من دمشق بضرورة عودة سوريا الى الحضن العربى ، وحط بدمشق وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى أحدث زيارة لمسؤول عربى رفيع إلى دمشق ، ولابد ان نشير إلى وصول مندوب حماس إلى دمشق قبل أشهر ، واتمام المصالحة بين سوريا والحركة ، فى خطوة مهمة اعتبرها الكثيرون إنتصارا لسوريا وهزيمة للتآمر عليها.
إن سوريا اليوم وهى تضمد جرح الزلزال ، ومن قبلها جراح الحرب ، تقف اليوم على أرض صلبة وتؤكد كل
يوم صوابية خيارها ، وهى بذلك تحقق المزيد من الانتصارات على مختلف الاصعدة ولا يمكن لمنصف إنكار ذلك.
سليمان منصور