خطأ استهداف المكونات الاجتماعية
مما افرزته هذه الحرب اللعينة خلق جبهة واسعة من الاستهداف المتيادل حيث يقوم البعض بشن هجوم كبير وعنيف علي احدي المكونات الاجتماعية كقبيلة المسيرية او الرزيقات مثلا ، ويتحدثون وبلا حياء عن شن الحرب على القبيلة ككل باعتبار أنها احدي اكبر القبائل المكونة للدعم السريع وانها تظل ترفد هذه القوات بالجنود ، ويزداد حنق كثيرين على أبناء هذه القبائل وهم يرون انهم ماضون في أفعالهم القبيحة من سرقة ونهب وقتل واحتلال للبيوت، وانه كل ما اوشكت الراية على السقوط جاء فزع من ديار المسيرية والرزيقات وسند هذه القوات، وليتهم اذ جاءوا كان مقاتلين الا انهم احتلوا بيوت الناس ونهبوا ممتلكاتهم ورجعوا بها ، لذا نشطت بين الناس دعوة قوية إلى ضرورة وضع حد للعلاقة مع أي فرد من القبيلة خصوصا أولئك الذين سكنوا في بيوت الناس ومن نهبوا ممتلكات المواطنين ، هؤلاء لايمكن أن يتصالح معهم الجمهور او يقبل بهم لكن الخطأ الذي لابد من التنبيه له هو ان هؤلاء مجرمين ليس لأنهم مسيرية او رزيقات فقبائلهم ليست مسؤولة ابدا عن تصرفاتهم.
اننا نقول ان حرب الدعم السريع الان ضد الشعب ولا احد يقر بأن المسيرية او الرزيقات او اى مكون اجتماعي في البلد هو المسؤول عن ما حدث من انتهاكات ومظالم للناس ، وعليه فالمسيرية في الدعم السريع مثلهم مثل غيرهم من المنتمين إلى هذه القوة الظالمة المعتدية هم مجرمون لكن ليس لأنهم مسيرية وانما لأنهم دعامة ، وكذلك هناك مجرمون من الرزيقات والبطاحين والشوايقة والجوامعة وغيرهم من أبناء القبائل لكن ليس لانتمائهم القبلي وإنما لانضمامهم لقوات الدعم السريع التي تمارس الظلم والنهب والتشريد والقتل للأبرياء وهذا الحكم لايلحق المؤيدين سياسيا للدعم السريع وان كان موقفهم بتاييدهم للظلم لايليق بهم كدعاة عدل وتحول ديمقراطي.
وعلى أهلنا المسيرية والرزيقات وقبائل غرب السودان ان يتصفوا بالشجاعة والأخلاق يرفضوا اعتداء ابنائهم على الأبرياء لا ان يحتفوا بهم وهم عائدون بممتلكات الناس من سيارات وأموال وذهب واثاث ويحتفلوا بما جلبه أولادهم باعتبار انه غنائم كما يسمونها وهم يعلمون انها ممتلكات مواطنين نهبت منهم ولايمكن وصفها بالغنائم ابدا.
ومع كل ذلك لايصح باى حال من الأحوال استهداف المكونات الاجتماعية بما هي ككيانات والقول انها حواضن للدعم السريع ولابد ان تدفع ثمن اعتداءات أبنائها.
سليمان منصور