خبير عسكري يوضح سبب تمسك البرهان بمنبر جدة ورفض جنيف
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، الفريق جلال تاور، أن سبب تمسك مجلس السيادة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان بمنبر جدة كمرجعية لأي حل للأزمة الراهنة، نظرا لأنه كان أول مبادرة خارجية تم التوقيع عليها برعاية إقليمية ودولية.
وقال في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية، الاثنين: “إن أول مبادرة خارجية لحل مشكلة السودان كانت “منبر جدة”، وتم فيه تفاهم واضح وموقع عليه ومشهود من جانب الولايات المتحدة الأمريكية نفسها إلى جانب المملكة العربية السعودية، لكن الولايات المتحدة هي الصوت واليد الأقوى في هذا الاتفاق، والذي انقضى اليوم ما يزيد عن العام والنصف ولم يتم تنفيذ بند واحد مما تم الاتفاق عليه في جدة”.
وتابع تاور: “اتفاق منبر جدة كان واضحا جدا ووضع تفصيلا للمسألة الأمنية والاستقرار على المسألة السياسية وطبيعة الحكم، أي أنه وضع مرحلتين للحل، أولهما الاستقرار الأمني وتثبيت أركانه وعودة الحياة الى طبيعتها، وبعد ذلك الدخول في مشاورات أمنية وتشكيل حكومة مدنية واستكمال الطريق، هذا كان المنهج الذي خرج به منبر جدة”.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن “الأوضاع الآن تغيرت وانعكست بعد مجىء مندوب أمريكي جديد يحمل الكثير من لغة التهديد والوعيد، علاوة على أن هذا الرجل الذي يفترض أنه مبعوث للسودان لم يقم بزيارة السودان حتى هذه اللحظة وليس لديه تفاصيل معروفة حول ما يجري على الأرض”.
وأوضح تاور، أن “المبعوث الأمريكي لا يعرف لغة الدبلوماسية التي يجب أن يتمتع بها الوسيط، فقد طلب من البرهان الحضور إلى جنيف دون أن تكون هناك توضيحات حول ماذا سيحدث في جنيف، كما أن هناك الكثيرين ممن تمت دعوتهم إلى جنيف لا تهمهم القضية الأمنية التي ترتبط بها القضية الإنسانية ووصول المساعدات إلى المحتاجين في كل انحاء السودان، بل كل ما يعني هؤلاء هى السلطة والكراسي”.
ولفت تاور، إلى أن “مؤتمر جنيف الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية والذي بدأ جلساته منذ 14 أغسطس/آب الجاري وافق على طلب السودان بإنفاذ مقررات منبر جدة والوفد القادم إلى القاهرة ليس له أي علاقة بمؤتمر جنيف، بل إن ما يحمله الوفد هو رسائل التشاور مع أطراف منبر جدة وكيفية تنفيذها والضمانات المطروحة”.
المصدر: الراكوبة