حياة الماعز وترتيب المسؤولية على السعوديين
ثارت ثائرة دوائر القرار في السعودية والجهات المرتبطة بها وهم يتابعون النجاح الكبير لفيلم حياة الماعز كعمل فنى لكن في الوقت نفسه آثار غضب السعودية ان الفيلم ليس عملا فنيا فحسب وإنما يعكس صورة حقيقية ويصور واقعا لايمكن انكاره ، وان تسليط الضوء على نظام الكفالة ومايعانيه كثير من العمال من هذا الوضع يحبط جهود ولى العهد ومن يعملون معه في مشروع تحسين صورة السعودية ومحاولاتهم اخفاء كثيرا مما يحدث على أرض الواقع.
ومما لا شك فيه ان فيلم حياة الماعز كعمل فنى قد أبرز البدوي السعودي في صورة القاسي المستبد عديم المروءة وهو يخضع عاملاً هندياً مسكينا ضل طريقه في الوصول إلى عمله وبدلا عن مساعدته والأخذ بيده استغل السعودي الظالم جهل العامل المسكين باللغة العربية وعدم معرفته بالبلد وعرضه لأبشع صنوف العبودية الغابرة ، وهذا الأمر وان كان نادر الحدوث ان لم نقل ان هذه الفظائع اقتصرت على هذه الحالة المؤلمة التي
عاشها المواطن الهندي نجيب الا انها لوحدها كافية لوضع حد لهذا النظام المعمول به في تنظيم علاقة العامل برب العمل والا فان العار يلحق كل السعودية وبالذات الجهات الرسمية التى تقع على كاهلها مسؤولية إصلاح الخلل وعلاج الخطأ المستمر منذ زمن طويل إضافة الى تعويض العمال المساكين الذين تم تعريضهم للظلم والاستغلال وردع المواطنين السعوديين الظلمة البعيدين جدا عن الأخلاق والمروءة والدين.
وقد حاول بعض السعوديين الذين اخذتهم العزة بالاثم مهاجمة الهند وسجلها الأسود في معاملة المسلمين وانتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد خاصة من المتطرفين الهندوس واراد منتقدو الهند القول انها ليست جديرة اخلاقيا بالحديث عن الظلم والمظالم ولاشك ان هذا حق اريد به باطل فسجل الهند الأسود في التعامل مع القضايا الإنسانية لايمنح الاخرين الحق في ارتكاب الظلم او التستر عليه ،. والانصاف يوجب على هؤلاء ان يقروا بخطا نظام الكفالة ويعترفوا بالظلم الذي لحق بالعامل الهندي المسكين (نجيب) وغيره من العمال المظلومين لا إنكار الواقع او الهروب من الحقيقة بانتقاد الهند او اى بلد اخر والحقيقة انهم – السعوديون – يلزم ان ينتقدوا أنفسهم ويقروا باخطائهم.
سليمان منصور