حاتم السر..بئس ماتؤمل فيه
السياسي المعروف الاستاذ حاتم السر احد النماذج البارزة لنخبنا التى ادمنت الفشل وظلت تتهاوى سقوطا منذ أن ولج عالم العمل العام وإلى اليوم ، ولنا كفاية فى التاريخ القريب فمن ايام الديموقراطية الثالثة إلى فترة معارضة الانقاذ وحتى مهادنتها والتحالف معها بل حتى الاندماج فيها والتماهى معها ثم صعوده فى الهيكل التنظيمي للحزب الاتحادى الديموقراطى وإلى اليوم حيث ينتظر خيرا من زيارة جو بايدن إلى المنطقة ، فى كل هذه المراحل لم يكن للأستاذ حاتم موقف يستحق أن ينال الإشادة ، ولم يعرف عن الرجل انه صاحب مبادرات وابتكار وإنما ظل دوما فى الظل ، وما يصدر عنه لايخرج عن رد الفعل والتعاطى مع أحداث وقعت ويمكن ان يكون لها تأثير فى الساحة التى هو فيها ، والا فلا صوت مستقل له ، ولا أثر له حتى ان تكلم.
واليوم نقف معه وهو يتحدث عن زيارة الرئيس جو بايدن للمملكة العربية السعودية وتوقعاته وامنياته ان ينال السودان حظه من التعرض للأوضاع فيه خلال هذه الزيارة عسى أن يسهم ذلك فى حلحلة الأزمات المحدقة بالبلد.
ومن العجيب ان الرجل يرجو نجاح زيارة بايدن السعودية ويعتبر ان تمهيد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لهذا الأمر بزيارات ولقاءات كفيل بذلك وقال أن التحضير للقمة قد تم بترتيب كبير وذلك عبر الجولة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لعدد من العواصم العربية وعبر الاجتماعات التي عقدتها مصر مع عدد من الدول لتشكيل وبلورة موقف ورؤية عربية موحدة بالنسبة للأوضاع في المنطقة.
وأعرب حاتم السر عن أمله بأن تكون زيارة الرئيس الأمريكي فرصة لبداية “ذوبان الجفوة الأمريكية غير المبررة” مع الدول العربية.
وأكد على أن التاريخ والواقع والمستقبل يقول إن تجاوز العرب ودورهم في صناعة الأحداث
يمكن للشخص ان يقف مع عدد من الفقرات التى وردت فى حديث حاتم السر لكن لن نحتاج وإنما نكتفى فقط بالتعليق البسيط على رغبته فى حل تقدمه امريكا لأزمات المنطقة ونقول له هل تجهل او تتجاهل ان أمريكا لم تعد هى أمريكا التى تقرر وتوجه وتقدم الحلول ، فامريكا الان فى أضعف حالاتها ، وهيبتها سقطت ، ووضعها الداخلى مضطرب ومازوم ، وتجابهها المشاكل من روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية وخاصرتها التى تؤلمها حيث دول الكاريبى المباينة لها فى السياسة والمواقف وحتى البلدان التى كانت محسوبة عليها ومناصرة لها ومتوافقة معها اختارت شعوبها عبر الانتخابات من قدموا برامج مناوئة لامريكا ومتوافقة مع طرح الاستقلال عنها ورفض هيمنتها والرضوخ لها ومثالنا كولومبيا التى أنجزت استحقاقها الرئاسى وفى الطريق البرازيل ليكبر الحلف الكاريبى المناوئ لواشنطون ويعزز ذلك صمود فنزويلا وكوبا.
ولايخفى على احد ان الرئيس بايدن جاء للمنطقة يبحث عن حلول لأزمات بلاده وحلفائه ، ولن يكون للسودان حظ فى هذه الزيارة لتحل مشاكله ، هذا ان كان بمقدور أمريكا ان تقدم حلولا اصلا.
تحل بالواقعية واعرف أمريكا جيدا يا استاذ حاتم السر واترك هذه الآمال البائسة فى انتظار خير ياتيك من امريكا المازومة المهزومة فى اى ميدان ولجته.
سليمان منصور