أخبار السودان :
جريمة كبرى لايمكن التسامح معها
تختلف مواقف الناس من ما تشهده البلد من كارثة ، والاختلاف شي
طبيعي ، ولايمكن انكار ذلك ، وكل انسان وبحسب الزاوية التي ينظر بها لما يجري ، او حسب المعطيات التي عنده والتي يعتمدها كمقدمات تسوقه الى النتائج التي يستخلصها فيبني عليها موقفه ويؤسس عليها قوله وفعله ، وبحسب اختلاف الناس تختلف مواقفهم ، وليس في هذا حرج ، لكن دعونا نقرأ معا الرسالة ادناه لاحد المواطنين وننظر ايستطيع منصف متجرد غير صاحب هوى هل يستطيع ان يحكم عليه بالخطأ في ما وصل اليها من نتائج؟
دعونا نطالع ما كتب ثم نحكم.
كتب يقول :
حينا ( حي السبيل ) من الأماكن التي لم يدخلها الجيش ولا كاد منذ بدأت الحرب وحتى كتابة هذه الأسطر.
بقيت فيه مائة يوم ويوم (101)ثم خرجت ومعظم أسرتي وبقي بعضنا إلى أن خرجوا قبل أسبوع، رأيت فيها جرائم الدعم السريع عن كثب.
وما اضطر من بقي من الأسرة للخروج أن جنود الدعم السريع حاصروا حاراتنا (الحارات 6 و 8 و 13 ) بعدد من سيارات الدفع الرباعي ( التاتشرات) المدججة وأمطروا البيوت بوابل من رصاص الدوشكا والأسلحة الأخرى حتى الآر بي جي واستمر الهجوم العنيف المتواصل من الصباح إلى الظهر كانت ساعات عصيبة جدا لم يستطع فيها الناس الحركة داخل بيوتهم ليخلف الهجوم عددا من القتلى والجرحى بعضهم دخلوا عليه وقتلوه بين أطفاله بدم بارد.
كانت الرسالة واضحة أن المطلوب إخلاء البيوت لإتاحة الفرصة للقادمين الجدد للفزع من أفراد الدعم السريع لأن بيوت الحارات الواقعة في واجهة حي السبيل كانت من نصيب إخوانهم السابقين والذين أفرغت لهم البيوت أيضا من السكان بقصف مدفعي من الدعم السريع قبل أسابيع خلف عددا من القتلى والجرحى، ولا بد للقادمين الجدد من غنائم أسوة بإخوانهم.
بحسب ما رأيت حولي عيانا لم يكن عندي شك أن احتلال منازل المواطنين ونهبها ونهب سياراتهم وأموالهم ليس تصرفا فرديا فوضويا من أفراد الدعم السريع بل هو سياسة رسمية أمرت بها قيادتهم ، ثم جاءت الأخبار أن عبد الرحيم دقلو هو من أصدر التعليمات شخصيا باحتلال بيوت المواطنين ، وبعدالهجوم العنيف على حينا زاد يقيني بذلك ، لأن حي السبيل بعيد جدا عن الجيش وانطلاق رصاصة واحدة فيه من الدعم السريع لا يوجد لها تفسير إلا أن المستهدف بها المواطن الأعزل ، ولا توجد فرضية اشتباك مع الجيش إطلاقا ، فما بالك بهجوم عنيف ونيران متواصلة لمدة نصف يوم.
لم أسرد هذه الوقائع تشكيا ، فنحن بحمد الله في أمن وعافية ، لم يمسسنا سوء ، وانتقلنا إلى مكان آمن ، لكنني أحببت الإعذار لكل من بقي في نفسه تردد في جرائم الدعم السريع ، أو ظن أن المواطنين ضحايا حرب غير مقصودين كما ظل إعلام الدعم السريع يحاول تضليلنا ، ليعلم أن المواطنين كانوا مستهدفين من قيادة الدعم السريع بالقتل والتهجير واحتلال البيوت والممتلكات وانتهاك الأعراض ، وليعلم أن ما يعلل به نفسه من جنس أن الجيش أيضا فعل وفعل أو أن الكيزان أشعلوا الحرب وغير ذلك من الأعذار ليست عذرا عند الله ، وأن أي موقف ضعيف تجاه الدعم السريع سيحصد ثمرته كفلا من الأرواح التي قتلت والدماء التي سفكت والأعراض التي اغتصبت والأموال والبيوت التي نهبت ، فليعد العدة لتبعاتها من دعوات المظلومين ، والمقت من قلوب المؤمنين ، والقصاص في الدنيا والآخرة من رب العالمين ، (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
انتهي كلامه
ونتساءل هل بمقدور اي انسان سوى ان يرفض النتيجة التي وصل اليها الرجل وفقا لما سرد من مقدمات؟
ونعود لنؤكد ان إخراج الناس من بيوتهم وتهجيرهم واحتلالها جريمة كبرى لايمكن التسامح معها او غض الطرف عنها ، ولايمكن تبرئة الدعم السريع عن هذا الجرم الشنيع.
سليمان منصور