ثقافة الشهادة تهزم العدو
من الركائز الاساسية التي يقوم عليها فكر المقاومة وبها تهزم العدو هي ثقافة التضحية والبذل والاستعداد لتقديم النفس في سبيل القضية او بعبارة أخرى أكثر دقة وتتفق مع التعبير القرآني هي ثقافة الشهادة والاستشهاد ، ولن تنهزم امة تحمل هذه الثقافة وترسخها واقعا معاشا ، وهذا ما نشهده اليوم وتصدقه الممارسة اليومية للمقاومين حيث كانوا وهم يتسابقون لمواجهة العدو ويعملون بقوة من أجل تحقيق النصر وهم يعلمون يقينا انهم حتى ان فقدوا حياتهم في هذه المواجهات فإنهم بارتقائهم شهداء يحققون على المستوي الشخصي الفوز العظيم بدخول الجنة وعلى المستوي العام تحقق الامة الانتصار لان رسوخ هذه الثقافة يعني ان معين المقاومين لاينضب، وسيظل كل المؤمنين بهذه الثقافة يسعون الى الالتحاق بجبهات المقاومة ، وقد اثبتت التجارب ان ارتقاء الشهيد يدفع المزيد من المؤمنين بفكر المقاومة إلى الالتحاق بالجبهة خاصة عندما يستشهد القادة فإنهم يبعثون في الامة ككل روحا جديدة وليس فقط وسط المقاومين وبذا تظل قضية الجهاد والتصدي للاستكبار وأعوانه ومقاتلة الاحتلال تظل هذه القضية حية لن تموت وهي التي تجعل النصر مؤكدا.
ان الخطر الفعلى والحقيقي الذي تواجهه إسرائيل اليوم في ساحات الاشتباك هو حمل ثقافة الشهادة ويعرف كيان الاحتلال ان من يحملون هذه الفكرة يشكلون التهديد الوجودي له
ويؤمن أصحاب هذه الثقافة ان الشهادة ليست هزيمة وإنما هي منحة من الله ونعمة كبرى وفوز عظيم وانتصار حاسم بالنسبة لكل فرد ينالها.
ومايزعج الأعداء ويشكل مصدر قلق دائم لهم وشعور بعجزهم عن هزيمة أصحاب هذه الفكرة ان عوائل الشهداء مع حزنها لفقدهم تستبشر بتقديم أبنائها شهداء في طريق النصر وان هذا الإيمان يمنح عوائل الشهداء طاقة هائلة من الصبر أمام الحجم الهائل من المصائب وهذا بحد ذاته انتصار على العدو يلا شك.
وبسبب هذه الثقافة التي يحملها اهل الشهداء لا تسقط منهم راية ولا يتسلل إليهم وهن أو ضعف.
واذا نظرنا اليوم إلى المقاومة في فلسطين تتضح لنا بصورة جيدة لا لبس فيها كيف تم ترسخ ثقافة الشهادة في المجتمع هو الذي يجعل العدو عاجزا عن انهاء صراعه معو هذا الشعب فالاجيال تتوارث ثقافة الشهادة وبالتالى تتوارث المواجهة ويبقي الصراع حيا الى ان يتم دحر العدو بإذن الله تعالى.
وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن وايران بل في كل الأرض تترسخ هذه الثقافة وتشكل حجر الزاوية في مواجهة الأمة مع العدو ويقينه بصعوبة تحقيقه انتصارا حاسما طالما كان الاحتلال باقيا.
سليمان منصور