أخبار السودان : عندما قام البرهان وحميدتي بإنقلابهم في ٢٥ أُكتوبر أسموا هذا ( تصحيح لمسار الثورة ) ، وقام الإتحاد الأفريقي بتجميد عضوية السُودان بناء علي هذا ، كما أدانته الأمم المُتحدة وأسمته صراحة بالإنقلاب وكذلك فعل الإتحاد الأوربي ودول الترويكا ، وصار السُودان مهدد بالعقوبات الإقتصادية ، كما أصبح قادة الإنقلاب العسكري أنفُسهم تحت طائلة عقوبات أُحادية أمريكية في طور الإجراءات ..
حاول الإنقلابيون إنقاذ أنفُسهم وإيجاد شرعية لإنقلابهم والإفلات من العقوبات خاصة بعد الرفض الشعبي الكبير لإنقلابهم ، وبمعاونة من الأمم المُتحدة التي تحاول لعب دور الوسيط والمُساعد في الإنتقال الديمُقراطي تم توقيع إتفاق البرهان حميدتي حمدوك في ٢١ نوفمبر والذي ايضاً لم يجد اي قبول وتم رفضه سواء من الشارع أو القوي السياسية المدنية ، وصارت البلاد بلا حكومة رسمية ، ونسبةً لعدم وجود اي صيغة دستورية بخلاف قرارات الإنقلاب واوامر الطوارئ ( غير الدستوريتين ) فقد عجز حمدوك عن تشكيل حكومة وكان قد تم تكليف وكلاء الوزارات ومُدراء المؤسسات بإدارة دولاب الدولة الإداري ، وتخلل هذا تعينات من البرهان ثم إلغاء بعض هذه التعينات من حمدوك ، ثم صرح البرهان أن حمدوك هو المسؤول عن التعينات وأنهم سوف يدعمونها ، وإلي إستقالة حمدوك لم يتم تعيين حكومة أو وزراء ، اليوم أعلن البرهان عن تعيينه لوزراء حكومة مُكلفين ، وهذا الإجراء دون أدني شك يُدرج تحت إطار الحكومة الإنقلابية ( غير الدستورية ) وغير ( الشرعية ) ، وهو بهذا يعترف بأن الحادث الآن إنقلاب ، فهو المتحكم في شؤون البلاد بقوة السلاح وبلا أي شرعية دستورية أو ثورية ، في ظل إستمرار رفض الشعب الكبير والواضح للإنقلاب وما ترتب عنه ، وأيضاً كان البرهان قد صرح قُبيل إعلان وزرائه أنه سوف يُعين حكومة وبعدها سيتم إجراء إنتخابات ( حُرة ونزيهة )
رسالتنا للبرهان لست أنت من يقرر نيابة عن الشعب ، ويحد ايضاً قيام إنتخابات ، ولست أنت ومن معك من الإنقلابيين من يرتهن لهم الشعب السُوداني أو يقبل بهم ، وإعلانك وتكليفك للوزراء هؤلاء ما هو إلا إقرار منك بفعلك الإنقلابي ، فلا شرعية له ولا دستورية ولا قبول من الشعب السُوداني ..
وسيواصل الشعب السُوداني رفضه ومناهضته لإنقلابك وكل قراراتك حتي يطيح بك وبالعسكريين كما اطاح بنظام السفاح الذي سبقك في ذات مسار سفك الدماء من أجل كُرسي السُلطة
المصدر: سودانیزاونلاین