تزايد معاناة المواطنين جنوب شرق السودان
اندلع الصراع الدامي في الخرطوم منتصف أبريل 2023 وهرب كثيرون إلى عدد من مدن وارياف السودان خوفا على حياتهم وأعراضهم وسعيا للاستقرار بعيدا عن مناطق القتال والبحث عن سبل كسب عيشهم بعد أن دمرت الحرب القاسية اسواقهم ومصانعهم وتوقفت مرتبات الكثيرين وانقطعت ارزاقهم
وفيهم من حاول أن يكيف وضعه مع المكان الذي وصله على امل ان تستقر الأحوال وتهدا الأمور ويعود الناس الى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد أن تكون اسباب الزعزعة قد زالت ، ومع توالى عمليات القتال واتساع رقعته ازدادت أوضاع الناس سوءا وهم يهربون بحياتهم وأعراضهم من منطقة لأخرى والحرب تلاحقهم والدعم السريع يعتدي على اي منطقة يدخلها إذ ينهب ممتلكات الناس وحتى الذين يخرجون بالقليل من بيوتهم يتم نهبه منهم في الطرقات على أيدي أفراد الدعم السريع المجرمين الذين اذوا المواطنين وفاقموا أزماتهم.
وفي جنوب شرق البلاد حيث المساحات الزراعية الواسعة والأسواق والحياة المزدهرة كانت مدن سنار وسنجة وود الحداد والسوكي
والدندر وغيرها كانت تعج بالحياة وقد كثر فيها الوافدون من الخرطوم ومدني خصوصا بعد أحداث ولاية الجزيرة إلى أن هاجمها الدعم السريع وتعب الناس جدا من هذا العناء الذي عاشوه ، ويسعي الدعم السريع بقوة إلى السيطرة على هذه الحيوية والتي تضم مشاريع زراعية وانتاجية شاسعة المساحة، ويرى مراقبون إن سيطرة الدعم السريع عليها ان تمت تضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.
وفي ظل اتساع رقعة القتال تنحسر المخارج الآمنة للمدنيين بسبب الوضع الجغرافي المعقد للمنطقة التي يعتمد أكثر من 80 في المئة من سكانها على الزراعة والرعي. ونشر ناشطون على وسائط التواصل الاجتماعي صورا تظهر المئات من المدنيين وهم يحاولون الهروب من المناطق الملتهبة في المنطقة وسط تكدس كبير للسيارات عند مداخل الجسور المغلقة التي تربط مدن وقرى المنطقة التي يفصل بينها اضافة الى مجرى النيل الأزرق شرقا وغربا عدد من المجاري المائية الممتدة شمالا وجنوبا.
وأبدت لجان شبابية محلية مخاوفها من تفاقم الأوضاع الإنسانية. ورصدت لجان مقاومة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق زيادة كبيرة في موجة النزوح القادمة من المناطق المتأثرة بالقتال.
وقالت في بيان إن هناك حاجة عاجلة لجميع أشكال التدخلات والعون الإنساني، لمساعدة الأسر النازحة والمواطنين داخل إقليم النيل الأزرق. لكن في الجانب الآخر ورغم اتجاه معظم الفارين من سنجة وسنار جنوبا نحو الدمازين والمناطق المجاورة لها، تتزايد التكهنات باحتمال انتقال القتال إلى تلك المناطق أيضا في ظل أوضاع أمنية متوترة وانقطاع مستمر في شبكات الاتصالات والانترنت وشح كبير في الخدمات الصحية والايوائية.
سليمان منصور