أخبار السودان :
تدخل الخارج يؤجج حرب الخرطوم
لايمكن لنا ان نغفل عن الدور الخارجي واضح التاثير في حربنا المستعرة منذ سبع اشهر ، ومن لايتمكن من رؤية الدور الخارجي الواضح في هذه الازمة فانه حتما ليس في كامل وعيه وادراكه.
هل من الصدفة ان يهب العالم باجمعه لإخراج الاف الاجانب من السودان في الأسبوعين الاولين للحرب وكأن كل جهة سارعت باجلاء موظفيها او دولة عملت على عجل لإخراج موظفيها كانهم جميعا يعلمون بمآلات الأمور وما تفضي اليه الأوضاع ، ويشكل اجلاء الاجانب بهذه الطريقة سببا يمكن به ترجيح الفرضية القائلة بان الاجانب وهم يجلون منسوبيهم بهذا القدر وهذه السرعة هم حتما على علم بمآلات الامور ، وربما كانوا متورطين في رسم الخطة والاشراف على تنفيذها عبر مناديبهم ووكلائهم او لنقل أدواتهم التي تصطرع على الأرض دون ادني مراعاة لمعاناة اهلهم ، فهذا الدمار الكببر الذي خلفته وستخلفه الحرب على كل جغرافيا السودان وعلى جميع ابنائه حري بان يجعلهم يتوافقون على قطع يد الأجنبي ومنعه من ايقاع بلادنا في الهاوية.
فاذا نظرنا هنا وهناك وجدنا كثيرين مثلا يتحدثون عن تورط الامارات في تغذية الصراع عبر دعم احد طرفيه بصورة اوضح من ان تحتاج الى عناء لاثباتها.
ولا يمكن ان نفهم تدمير المنشآت الخاصة بالبترول كما حدث مؤخرا في بليلة مثلا الا في إطار ان المقصود به غير الاضرار بالبلد الذي وقع وانتهي المقصود به الاضرار بالاستثمارات والوجود الصيني في السودان والمنطقة ، وهذا احد اوجه صراع الاجندات الدولية الذي يمارسه المتحاربون عندنا باعتبارهم ادوات.
وما يمكن قوله والتأكيد عليه ان هذه الحرب ليست حرب حميدتي او الدعم السريع رغم انه منفذها، وهي ليست حرب قحت، وهي المتهمة بالاسهام في اشعالها وتهيئة الظروف لاندلاعها ولاحرب الكيزان الذين تقوم ادلة كثيرة على انهم وراءها ، وليست حرب الامارات التي مولتها وادارتها، لكنها هي حرب استعمارية غربية صهيونية بامتياز وظفت كل هؤلاء في مشروعها ، وهذا ما يجعل من الصعب علي الاطراف الداخلية حتي ان توافقت علي انهاء الحرب ان تصل الى ما ارادت دون تغليب المصلحة الوطنية وقطع التواصل مع الأجنبي ومنعه من الحصول على مساحة ينفذ من خلالها الي ساحتنا.
سليمان منصور