تآمر دولى مفضوح على السودان
حرب طاحنة تدور في السودان لما يزيد عن العام، وقد تجاوز القتلى فيها الالاف والجرحي اضعافهم والنازحون بالملايين إضافة إلى تدمير كبير جدا للبلد وخسارة اقتصادية كبرى يصعب تعويضها على المدي القربب وحتى المتوسط ، ومع مخاوف من انتشار المجاعة والأمراض في ربوع بلادنا وكل هذه النتائج المؤلمة لم تدفع الفاعلين في المشهد إلى التعامل بمسؤولية مع الدعوات إلى التفاوض ولايفوتنا التأكيد على ان الداعين للتفاوض أنفسهم غير جادين فلا أمريكا ولا السعودية صادقتين في إدعاء أنهما تدعمان التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب فالسعودية متورطة في تاجيج الفتنة كما الإمارات التي لا يستطيع منصف ان ينفي دورها السالب في التآمر على السودان وأهله.
ان محاولة الاتفلاب التى قامت بها قوات الدعم السريع وافضت الى ما هو حادث الان ،. هذه المحاولة كانت بدعم مباشر وتسليح وتمويل من الامارت والسعودية وبموافقة من واشنطون وموسكو وبكين وهذه العواصم جميعها لها علاقات جيدة مع ابو ظبي والرياض وتتمني بل تساعد على سقوط السودان وتحوله بشكل كامل إلى النفوذ الخليجي.
ولما كانت أمريكا لاتثق بشكل كامل في الإمارات والسعودية في ظل التحولات الحادثة مؤخرا على الساحة الدولية فإنها رات ان تغرق السودان في صراع طويل الأمد يكون هدفه إعاقة نجاح الصين وروسيا في رعاية مصالحهما في هذا البلد وليس مهما عند أمريكا كم يموت من السودانيين وماذا يحدث لهم طالما انها تستطيع باطالتها أمد الصراع تجميد مصالح الصين وروسيا فى السودان وإمكانية تطويل الصراع وجعله يمتد ليشمل مناطق اخري فى أفريقيا ليعيق مصالح روسيا والصين في القارة بشكل عام وخصوصا منطقة الساحل والصحراء التي يشكل السودان مدخلا إليها وامتدادا طبيعيا لها وبجعله مضطربا لن تهدأ كل المنطقة.
وفي السادس من مايو العام الماضي وقعت ورقة بين المتقاتلين في جدة لإنهاء الحرب وكانت المفاوضات برعاية السعودية وامريكا ودعم الإمارات وهؤلاء هم محركو اللعبة على الأرض وسوف يجمعون الفرقاء على حل يكون في الأصل مرسوم سلفا بما يحقق رغبات الطامعين وليس بإرادة حرة للمتصارعين ، واحدي أوراق المساومة في المفاوضات هى التهديد بالتصعيد الأمريكي في الصراع وهذا هو السبب الذي يجعل اسم أمريكا موجودا في الاعلان عن المفاوضات.
ونلحظ انه ليست هناك إدانة واضحة للدعم السريع من المجتمع الدولى رغم جرائمه الكبيرة لكن فقط هناك إدانة للعنف من الطرفين اذ لم يخرج احد ليقول من الخطا محاولة الإطاحة بالحكومة او ان من حق الحكومة محاربة الانقلابيين في حين أن الواجب كان يقتضي دعم المجتمع الدولى للحكومة بالكامل حتى تتصدى للانقلاب ، واظن ان أصحاب المصلحة (الإمارات ، السعودية أمريكا ،. روسيا والصين ) يرغبون في رؤية الدعم السريع وقد أسقط الحكومة ، والان ما تزال لدى قوات الدعم السريع مصادر دعم من مكان قريب كفاغنر ومرتزقة ايريك برنس الذى هو يد محمد بن زايد وتوجد قواته في جنوب السودان واى مفاوضات في هذا الإطار تعني منح الدعم السريع المزيد من الدعم ومساعدته في إعادة الثقة فيه وفي المقابل ليس للحكومة الا ان تسلم لما يراد منها دون نقاش ويتضح ان الأمارات والسعودية قد حفرتا عميقا في هذا هذا الإتجاه مستفيدتين من تأثيرهما الحقيقي على الأرض في السودان لذا سوف يصرون على إسقاط الحكومة ويستخدمون الان عنوان دعم التحول المدني الديموقراطي الذي يعني الاستسلام وتتولى بعده قوات الدعم السريع برئاسة دقلو السلطة بمظهر مدني مرتديا بدلة وربطة عنق ويترك الزى العسكري.
انه امر قاس ومجحف من جانب السعودية والإمارات لكنه في نفس الوقت ميكافيلي ويمكن أن يزعموا بانه سيكون في صالح السودان على المدى البعيد
سليمان منصور