وسط مخاوف من تكرار العمليات البطولية للمقاومين الفلسطينين يعيش الكيان الغاصب رعبا وارتباكا كبيرين ، وفى حرج بالغ وجدت المؤسسة الامنية فى كيان العدو نفسها ، خاصة بعد عملية القدس الاخيرة التى أتت لتنسف بشكل كامل ادعاء الاحتلال توفير الأمان لجنوده وقطعان مستوطنيه ، وانتشاء كيان العدو بعد عدوانه على غزة ونابلس ، واغتيال القادة المجاهدين ، إذ اعتبر العدو ان اغتياله للشهداء تيسير الجعبرى وخالد منصور فى غزة والشهيد ابراهيم النابلسى فى نابلس اعتبر هذا إنتصارا سيضمن لجمهوره الأمن والاطمئنان ، لكن عملية القدس الأخيرة أسقطت اوهام الاحتلال وابطلت ادعاء تحقق الردع الاسرائيلى المزعوم ، وتذكر الصهاينة وخاصة سكان مدينة القدس السليبة انه لا امان لهم قط مهما كثرت الضوابط والاحترازات ، وعاشوا الرعب والقلق وهم يشاهدون المجاهدين الفلسطينيين يضربون فى عمق الاحتلال ، ليقول الشعب الفلسطينى للمحتل الغاصب ان هذا الشعب لن يهدأ له بال ما لم يتم تحرير الأرض المحتلة ، وان الإجراءات الصهيونية مهما كانت محكمة فان العمليات النوعية سوف تستمر ، وما اقلق الصهاينة ان الشباب الفلسطينى يطور باستمرار قدراته وعملياته ، متكئا على ارادة قوية لمجابهة الاحتلال وهزيمتها ، وان هذا أمر ممكن الحدوث ، فشاب واحد فى العشرين من عمره كالشهيد ابراهيم النابلسى يجعل كل كيان العدو مرتبكا مذعورا يجيش قواته من كل جهة لمطاردة هذا الشاب وغيره من المجاهدين الذين حملوا رسالة الشهيد ابراهيم النابلسى بعدم ترك البندقية وان لايسمحوا بسقوط فلسطين ، وما ارعب الصهاينة ان الجهاد حالة مستمرة ، وان الوعى الجمعى حاضر بقوة ، وان مواجهة الاحتلال المجرم مرتكزة فى روح الشعب ككل ، وهاهم الشباب المقاومون يطورون قدراتهم ، فمن السكين والطعن نشاهد المجاهدين يمتلكون أسلحة نارية ، وان كانت بدائية إلى حد ما مقارنة مع إمكانيات العدو ، لكن قوة الإرادة ، وروح التضحية والفداء ، وبقاء جذوة الثورة متقدة فى النفوس تجعل احد المقاومين الشرفاء يطلق عشرة رصاصات دقيقة ومحكمة ، وفى عشر ثوان ويصيب تسعة صهاينة وهذا الامر اخاف العدو جدا فمن حيث يظن انه مأمنه جاءته الضربة ، وباعمال ومبادرات فردية يصعب التكهن بها ومراقبتها وضبط المنطقة ووضع حد لأى خطر يمكن أن يهدد الكيان جنودا ومستوطنين جاءت عملية القدس البطولية لتضع حدا لامنيات العدو وتمنياته وتثبت تآكل الردع الاسرائيلى وسقوط هيبة الجيش الذى قيل انه لايقهر لكنه قهر وانهزم أمام الشباب المقاوم فى لبنان وفلسطين.
سليمان منصور