باكستانيون يهتفون بـ الموت لأمريكا
انها ليست المرة الأولى التى تتدخل فيها امريكا بشكل سافر فى اختيارات الشعوب ، وتسعى لفرض ارادتها وتركيع الاخرين وارغامهم على السير وفقا لما تريد ، والصلف الأمريكى ليس جديدا كما قلنا فهناك العشرات من النماذج التى يمكن الإشارة لها فى هذا الباب والناس تعرف ذلك جيدا.
والتصدى لمخططات امريكا ومجابهة الاستكبار والوقوف ضد الهيمنة أيضا ليس بالجديد ، فهناك العديد من الجهات – دولا وهيئات ومنظمات وأفرادا – يعلنون الوقوف ضد الطغاة المستكبرين رافضين محاولات ارغامهم على تغيير قناعاتهم ومواقفهم .
كثيرون هم أولئك الذين لم يخشوا امريكا ولا اخافهم جبروتها وتهديدها لهم أو لغيرهم ، وكثيرة هى المواقف المشرقة التى دعت للعزة والكرامة ، ونقف اليوم مع رئيس وزراء باكستان عمران خان الذى تسعى امريكا لارغامه على تغيير مواقفه السياسية وتضغط عليه ليسير فى ركبها لكنه ومن خلفه قطاعات واسعة من شعبه قالوا لأمريكا وبالصوت العالى أننا لن نخضع ولن نخشاكم ونحن من يحدد مسيرتنا وخطنا ووجهتنا ونرفض أن يملى علينا أحد شيئا.
وكان رئيس وزراء باكستان قد تلقى تهديدا من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب رفضه إقامة قواعد عسكرية اميركية في بلاده ، و شهدت باكستان تظاهرات كبيرة نظمتها الاحزاب والقوى السياسية والإسلامية
اعتراضا على السلوك الأمريكى الفج والقبيح . وقد دوى عاليا شعار “الموت لأمريكا” فى باكستان وهو ما لم يكن كثيرون يتوقعونه .
وراجت أنباء عن خطة أمريكية لارباك الساحة الباكستانية وذلك عبر التنسيق مع بعض الضباط فى الجيش واخرين فى المجتمع المدنى لإجبار عمران خان على الخضوع لهم وترك السلطة أو على الأقل التخلى عن معارضة النفوذ الأمريكى فى بلاده والوقوف بوجهه.
وفى هذا الصدد يقرأ البعض تصريحات قائد الجيش الباكستانى الذى أعلن ادانته ما أسماه الهجوم الروسي على أوكرانيا وقال أنه حليف للولايات المتحدة ، وعد مراقبون هذا الخبر تطورا لافتا فى سياق الأحداث المتلاحقة التى تشهدها الساحة الباكستانية .
البعض اعتبر الخبر انقلابا على الرئيس عمران خان وذلك فى إطار الضغوط الأمريكية لإجباره على التنحي.
بقلم: سليمان منصور