ايزانهاور عنوان الغطرسة والهيمنة
اذا اراد احد ان يعطي نموذجا واضحا على رمز الغطرسة والهيمنة الامريكية لما وجد أبرز من حاملة الطائرات ايزانهاور ليطرحها كنموذج واضح ، وبها كانت ومازالت أمريكا تهدد الاخرين وتخيفهم إلى أن جاء احرار اليمن وليس فقط كسروا هيبة هذه الدولة المستكبرة وإنما هزموها وجعلوا منها ذليلة وهي تسحب مدمرتها بعيدا عن ساحة الميدان وهي التي جاءت يملؤها الزهو والغرور بأنها ستجبر اليمنيين على بلع كلامهم وقولهم بمنع السفن التي تبحر إلى موانئ فلسطين المحتلة منعها من العبور في البحر الأحمر والبحر العربي ومؤخرا تطورت الخطوات اليمنية المناصرة لغزة وهم يعلنون ان البحر الأبيض المتوسط أصبح ممنوعا على السفن التى تتعامل مع الاحتلال.
ايزانهاور هي التجسيد الكامل لقوة البطش الأميركية بالنسبة للعالم ولـ”الحلم الأميركي”. بالنسبة لهم، فهي ليست حاملة الطائرات فقط وليست مجرد سفينة حربية ضخمة، وإن كانت تستخدم بهكذا شكل، لكنها بشكل أساسي هي رمز التفوق الأميركي و تفرض أمريكا بها وبقوتها تواجدها حيث تريد وتري أمريكا انها تفعل ما تريد وتفرض رؤيتها وسيطرتها على من تشاء دون أن يفكر احد في هذا العالم في مجرد الاعتراض عليها ورفض وجودها في اي بقعة في العالم ، وتعتبر ايزانهاور محصنة عن أي هجوم عليها إذ لايخطر على بال احد انها يمكن أن تكون يوما هدفا حربيا ولا يضعها احد مهمها قوي ضمن أهدافه التي يهاجمها
ومع ان اقوي دولتين في العالم وهما روسيا والصين تمتلكان اقوي ترسانة
صاروخية بإمكانها اغراق ايزانهاور الا أنهما لم تجرؤا على توجيه رصاصة واحدة ناهيك عن مواصلة الهجوم عليها ودحرها عن عدوانها وابعادها عن المنطقة.
ان كل رمزية القوة الامريكية وجبروتها وطغيانها تمثلت في ايزانهاور التي تحولت لأسطورة أكثر منها سلاح حرب. ولايمكن تصور ان يجرؤ احد على رفع التحدّي إلى المدى الأقصى بإغراق قلعة فولاذية تحمل آلاف الجنود، أي أنه سيغرق في لحظة واحدة عددًا يساوى كلّ قتلى أميركا في حرب العراق 2003، ولم يفعل ذلك الا احرار اليمن الذين فاقوا كل التوقعات وهم يواصلون ضرب الغطرسة ألامريكية
ان هذه الهزيمة الحقيقية التى تلقتها أمريكا شكلت مفاجأة صادمة مروعة وحققت شرخًا عميقًا ليس في الفكر العسكري الأميركي، ولكن في العقل الأميركي ذاته.
وكان امرا محيرا للغربيين والعرب اعلان توالى تعرض حاملة الطائرات الأميركية دوايت أيزنهاور لإصابات و ابتعادها إلى شمال البحر الأحمر. و العميد يحيى سريع يعلن استهدافها، وبعد يومين بدأت إشارات الحدث، الصمت الأميركي اولا ثمّ الكذب المكشوف ثانيًا بنشر فيديو قديم لإقلاع طائرات من على متن الحاملة، تبين أنه بتاريخ مارس الماضي.
وبفخر واعتزاز نقول ان طرفا عربيا مسلما تجرأ على إمبراطورية الشر ومزق ستائر الهيبة العالية واهتزت
المكانة الأميركية، مع محدودية خيارات ردها على الفعل اليمني غير المسبوق تاريخيًا.
ان البحرية العسكرية الأميركية لم تتعرض لحوادث استهداف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالنسبة لحاملات الطائرات نهائيًا، فقط حدث
استهداف للمدمرتين مادوكس وتيرنر جوي في خليج تونكين ما أدى لاشتعال حرب فيتنام، وإن كانت مصادر حديثة تقطع بأن الحادث مدبر، والأخيرة كانت للمدمرة يو. إس. إس كول في عدن، والتي شهدت بعدها إطلاق غضب الحرب العالمية على الإرهاب ضدّ اليمن عام 2000، وشنت آلاف الغارات ضدّ الأبرياء بتواطؤ من نظام علي عبد الله صالح.
وتعتبر حاملة الطائرات الأميركية المعطوبة يو إس دوايت أيزنهاور، واحدة من أضخم السفن التي تمخر عباب المحيطات والبحار، قلعة طافية مصممة كي لا تغرق مهما كانت درجة إصابتها، ولكل حر الحق ان يفخر بما اقدم عليه اليمنيون.
سليمان منصور