أخبار السودان :
انتصار اخلاقي
ميدان اخر ومهم جدا انتصرت فيه المقاومة الفلسطينية الا وهو الميدان الاخلاقي حيث شاهد عدد كبير من المتابعين والمهتمين بمجريات الاحداث شاهدوا كيف تباينت طريقة معاملة الاسرى بين دولة تحظى بدعم العالم الغربي ومؤسساته وبين المقاومة التي يصفونها بالارهاب ويقيمون الدنيا يملأونها ضجيجا وهم يهاجمونها لاسرها عدد من الصهاينة جنودا ومستوطنين.
عدد من الاسرى الفلسطينيين اشتكوا من سوء معاملة السلطات الإسرائيلية لهم وظهرت العديد من التقارير بما فيها تلك الصادرة عن المؤسسات الحقوقية العالمية وتتحدث عن سوء المعاملة التي تعرض لها الاسرى لدي الحكومة الإسرائيلية، ولن يغيب عن البال الفيلم السينمائي الاسترالي الذي
يوثق لحالات تعذيب واعتداء وتجاوز للقانون مارستها إسرائيل بحق الاطفال الفلسطينيين الاسرى ، وقد علقت العديد من الجهات في استراليا وغيرها عن المشاهد المروعة التي عرضها الفيلم ، واذا أضفنا الى ذلك بعض الصور البشعة لافراد من جيش العدو وهم يقتلون المرضي بدم بارد في مستشفيات الشفاء والاندنوسي بغزة ، واذا قارنا هذا السلوك البربري الهمجي الذي انتهجه العدو الصهيوني اذا قارناه مع سلوك المقاومة في تعاملها مع الاسرى الصهاينة الذين كانوا في يدها لرأينا الفرق بيننا وبينهم والذي هو في الاصل فرق بين ثقافات.
ولقد شاهد العالم بعض الاسري الإسرائيليين وبالذات النساء والأطفال شاهدهم العالم وهم يلوحون بتحية وداع الى افراد حماس الذين سلموا الاسرى الى الصليب الاحمر ، مما ترك انطباعا عاما لدي الراي العام الإسرائيلي والعالمي عن انتصار اخلاقي سجلته المقاومة على عدوها، وكانت لافتة للنظر تلك الرسالة الجوابية التي كتبتها احدي الأسيرات الاسرائيليات بعد الافراج عنها ووصولها الى اهلها حيث كتبت رسالة شكر وامتنان لحركة حماس على طيب المعاملة والاحترام الذي ساد العلاقة طيلة فترة الاحتجاز، وقامت هذه الإسرائيلية بتصوير الرسالة التي كانت بخط يدها ونشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ، واسهم ذلك في تكذيب ادعاءات الحكومة الإسرائيلية والغرب عموما بوصف المقاومة بالارهاب وتشويه صورتها لكن طريقة المقاومة في التعامل مع الاسرى ونشر بعض هؤلاء الاسرى لذلك بين كيف ان المقاومة نجحت وبامتياز في الانتصار الاخلاقي ليضاف الى سلسلة الانتصارات الأخرى التي حققتها.
سليمان منصور