امريكا وداعش تقارب ام تباعد
ليس جديدا الحديث عن الدور الامريكى فى صناعة داعش ، وتنظيم صفوف التنظيم الإرهابى ودعمه وتوظيفه لخدمة المصالح الامريكية فى منطقتنا على وجه الخصوص وعموم العالم.
و ليس سرا هذا الكلام وقد اعترف قادة الحزبين الكبيرين في امريكا عند سجالاتهما الانتخابية وامام العالم اجمع اعترفا بالدور البارز لادارات البيت الأبيض فى إيجاد داعش وتمويلها وتشغيلها واعادة تدويرها توظيفا لها فى تحقيق الأهداف الأمريكية.
وهناك شواهد عديدة على محاولات أمريكية محمومة لإعادة داعش كتنظيم قوى يقتل وينهب ويخرب ويحول بين اى بلد ينشط فيه وبين الاستقرار ، وهذه أوضاع العراق وسوريا وافغانستان شواهد حية على دور داعش فى زعزعة استقرار هذه البلدان والحيلولة دون استقرارها وهذا ما يلتقى والمصلحة الأمريكية الإسرائيلية ، واى نشاط يؤدى إلى زعزعة استقرار هذه البلدان وإثارة الفتنة فيها واقعادها عن التقدم والازدهار إنما هو هدف اسرائيلى ، وهاهو تنظيم داعش الإرهابى ينفذ ذلك سواء علم ام لم يعلم ، والراجح معرفة قادة التنظيم الإرهابى بذلك بل هم عملاء اصلا حتى وان اقتضت الضرورة عند المشغل ان يقتلهم فكله يأتى فى إطار المخطط الأمريكى الصهيونى ، فحياة قادة داعش والتنسيق معهم يكون خدمة لاجندة أمريكا ، وقتلهم أيضا يأتى فى هذا السياق ، وعموم الجند والمقاتلين مستغفلون سذج ينفذون خطط العدو ويخدمون مصالحه دون علم منهم.
وهاهم بعض قادة التنظيم المجرم يصدمون من قتل أمريكا لزعيميهم
موخرا وذلك بالقرب من الحدود السورية التركية ولكن قادة داعش يجهلون او يتجاهلون مدى حوجتهم لامريكا والعكس صحيح ، فكل منهما مع الاخر وان تقاتلا وقتلا بعضهم فى الظاهر ، وقد أدركت أمريكا انها عاجزة عن اعادة التنظيم المجرم إلى سابق عده كقوة باطشة ، وادرك قادة الإرهابيين ذلك بعدما تلقى ضربات قاصمة على يد محور المقاومة ، ولكن أمريكا تجد في استمرار داعش كأداة لاستنزاف هذا المحور عنوان المرحلة القادمة التي تقتضي بعض التمويه العملي باستهدافه لأدواتها في “قسد” وآخر نظري توعد فيه التنظيم على نحو مسرحي بنقل عملياته إلى أوروبا.
ويرى عضو الوفد الوطني السوري إلى اللجنة الدستورية في جنيف الدكتور أسامة دنورة أن اعادة تنشيط تنظيم “داعش” الارهابي هو مسعى قديم ومتجدد لدى الولايات المتحدة في المنطقة
عضو مباحثات جنيف لفت إلى أن “داعش” بالمحصلة هو احتياط كامن لمشروع الفوضى والاحتلال الأمريكيين للمنطقة، وهذا الاحتياط يتم تنشيطه وتفعيله بالقدر المطلوب والمساحة المفيدة زمانياً ومكانياً للمصالح الأمريكية، فالجميع يعلم أن أقصر الطرق للقضاء على التنظيم هو انهاء حالة اللايقين الميداني والتفلت الأمني اللذين يحافظ عليهما الإحتلال الأميركي عبر استمرار تواجده اللاشرعي في سوريا والعراق، وبالتالي السماح ببقاء الجزر الأمنية للتنظيم في البادية والتنف وتخوم الفرات ، والحيلولة دون تمكين الجيش السوري من القيام بمحاربة الارهاب على أرضه ، ومنعه كذلك من التنسيق المشترك مع الجيش العراقي والحشد الشعبي بهدف منع التنظيم من استغلال الميزة الحركية واللوجستية المتمثلة باستخدام أراضي كل من البلدين كعمق استراتيجي وعملياتي لنشاط التنظيم ضد البلد الآخر ، وبذلك تعطي قوات الاحتلال الأمريكي السبب والمقدمات الضرورية لإطالة عمر الارهاب، والمخاطرة بانتقاله إلى ساحات جديدة وفق مصلحة الهيمنة الأميركية.
سليمان منصور