امريكا..إسفاف وسقوط قيمي واخلاقي
ثلاثة أشهر تبقت على توجه الناخبين الامريكان للادلاء بأصواتهم واختيار رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في السباق الرئاسي الذي يتنافس فيه الرئيس السابق دونالد ترامب مرشحا عن الحزب الجمهوري ونائبة الرئيس الحالى كاميلا هاريس مرشحة عن الحزب الديموقراطي ، ووسط هذا الجو الذي يفترض أن تحكمه قواعد اللعبة الديموقراطية والتنافس الحر والبعد عن الإساءة للطرف الاخر فان الديموقراطية ألامريكية ليست الا إدعاء كاذب ففيها يسود الكلام الغير منضبط البعيد عن الأخلاق والذي لاعلاقة له بالتنافس السياسي وإنما يكشف عن سوء قائليه وافتقارهم للقيم والضوابط والاخلاق.
فقد قرانا قولا للمتحدثة باسم هاريس تصف فيه ترامب بالمجرم المدان وغير المتوازن الذي يبلغ من العمر 78 عامًا وكأنها تشير بحديثها عن عمره إلى ما تم توجيهه من انتقاد لرئيسها بايدن بأنه فاقد للاهلية بسبب كبر سنه وعدم مقدرته على الاداء ، وهى المرحلة التى فيها الآن ترامب بحسب اشارة المتحدثة باسم هاريس.
وسبق لهاريس ان أشارت إلى المشاكل القانونية لترامب، قائلة: “واجهت مرتكبي الجرائم من جميع الأنواع.. لذا اسمعني عندما أقول، أنا أعرف نوع دونالد ترامب
وصعد ترامب من هجماته الشخصية على هاريس إذ وصفها مرة بأنها “نائبة الرئيس الأكثر عجزًا وأقل شعبية ويسارية في تاريخ أمريكا
وشن ترامب سلسلة هجمات شخصية على هاريس واصفا اياها بأنها “شريرة” و”ليبرالية مجنونة” وسخر من ضحكتها ونطق اسمها، قائلا إن “الحلم الأمريكي سيموت” إذا فازت في الانتخابات وهي الهجمات التي اعتبرتها كامالا “غريبة تماما”، وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.
ويخطط ترامب لجعل الإيديولوجية السياسية قضية رئيسية في الهجوم على هاريس التي وصفها بأنها “ماركسية راديكالية كاذبة” كما وصفها بـ”الليبرالية الخطيرة
ان المتابع للشأن الأمريكي يلحظ انحطاطا قيميا وأخلاقيا كبيرا بين الساسة وقادة المجتمع وهم يظنون انهم يمارسون الديموقراطية في حين أن هذا ليس من الديموقراطية في شي ابدا لكنها أمريكا بلد العجائب.
سليمان منصور