الهجمات على المدارس في غزة: استهداف منهجي وصمود مستمر
في 29 يوليو، أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية نتائج امتحان التوجيهي، وهو الامتحان الذي يمثل نقطة تحول حاسمة في حياة الطلاب الفلسطينيين.
هذا الامتحان ليس مجرد اختبار أكاديمي؛ بل هو المفتاح الذي يفتح أبواب الجامعات، ويحقق أحلام الطلاب الطموحين في الالتحاق بمجالات الدراسة العليا.
ومع ذلك، في غزة المحاصرة والمدمرة، تحولت هذه اللحظة من الفرح إلى الحزن والألم. فبينما احتفل الطلاب في الضفة الغربية بنتائجهم، کان الطلاب في غزة یجلسون في خیمهم المؤقتة یبکون علی أحلامهم التي دمرها القصف الإسرائيلي.
الظروف المأساوية التي خلفتها الحرب غيرت مسار حياة الکثیر من الطلاب في غزة. فالـ450 طالباً الذين قُتلوا نتيجة الهجمات الإسرائيلية على غزة لم تتح لهم الفرصة لمواصلة تعليمهم، وتحولت مدارسهم إلى مقابر، وأصبحت أحلامهم في متابعة الدراسة مجرد ذكريات.
منذ يوليو، استهدفت إسرائيل المدارس في غزة بشكل متكرر. فقد تعرضت المدارس لـ21 غارة جوية على الأقل، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن 93% من مدارس غزة تعرضت للتدمير أو الضرر منذ 7 أكتوبر، مما يشير إلى حملة ممنهجة لاستهداف المؤسسات التعليمية. هذا الاستهداف لم يكن عشوائيًا، بل كان جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تدمير البنية التحتية الثقافية والتعليمية في غزة.
التعليم في غزة لطالما كان وسيلة مقاومة وصمود. فقد اعتبر الفلسطينيون التعليم سلاحاً في وجه محاولات محو هويتهم، حتى في ظل الحصار والتدمير. العديد من طلاب غزة، على الرغم من الظروف الصعبة، حققوا بعضاً من أعلى درجات التوجيهي، مما يعكس صمودهم وتصميمهم على النجاح. ولكن مع تصاعد العنف، أصبح التمسك بالتعليم تحدياً أكبر.
تدمير المؤسسات التعليمية لم يؤثر فقط على البنية التحتية، بل أصاب الشباب الفلسطيني في الصميم. الطلاب الذين كانوا يحلمون بمستقبل مشرق، وجدوا أنفسهم اليوم يكافحون من أجل البقاء.
رغم كل هذه التحديات، لا يزال هناك إصرار قوي بين الفلسطينيين على إعادة بناء مؤسساتهم التعليمية. هذا الإصرار يمثل جزءًا من صمودهم، ويجسد روح المقاومة التي لطالما ميزت الشعب الفلسطيني. وكما بنى الفلسطينيون مدارسهم من الخيام في الماضي، فإنهم سيعيدون بناءها مرة أخرى، مهما بلغت التحديات.
جیل الطلاب الفلسطینيين في غزة رغم كل ما يعانيه، لا يزال يؤمن بأن التعليم هو الطريق إلى الحرية والكرامة.