أخبار السودان :
المقاومة اللبنانية تصعد من لهجتها
اصبح من المعتاد ان تقوم المقاومة اللبنانية في كل مناسبة كبري بتثبيت قواعد الردع حتي لا يظن العدو والصديق ان وهنا اصاب المقاومين او ان غفلة اعترتهم ، وليقولوا للجميع انهم حاضرون في كل ساح وانهم لم ولن يتركوا السلاح.
واعتاد العدو بمختلف مؤسساته وتشكيلاته ومكوناته ، اعتاد ان يسمع صوت المقاومة ، وبالذات خطابات الامين العام المفصلية ، ويعرف العدو جيدا ان ما يقوله السيد حسن نصر الله حق ، وانه لا يهدد بما لايستطيع ، ولايعد الا بما هو متيقن من مقدرة حزبه التامة على الوفاء به ، وان جمهور المقاومة يثق بشكل مطلق قي امين عام حزب الله ، ويصدق ما يقوله ، بل ومستعد ان ينفذ كل ما يطلب منه بكل تسليم ، و دون اي نقاش ، مهما كانت المهمة صعبة.
وكانت كلمـة الأميـن العام لحـزب الله في ختام إحياء أيام عاشوراء محل اهتمام محلي واقليمي ودولي ، وكان لها عند العدو معنى خاصا ، فهي من المناسبات الكبرى التي قد لايكتفي فيها الرجل بتثبيت المعادلات القائمة ، وانما قد ينشئ معادلات جديدة ، ويعلن عن مواقف لم يتم الاعلان عنها من قبل ، وكل ذلك في سياق الحرب بينهما ، وتداعياتها ، والمستجدات في الساحة ، بحسب الظروف والمتغيرات.
ففي ملف الحدود الجنوبية مثلا جدد السيد الالتزام المبدئي والثابت للمقاومة بقضية مواجهة العدو ، والعمل على تحرير الارض ، وطرد الاحتلال ، وفي هذا الصدد وجّه السيد نصرالله تحذيراً شديد اللهجة لكيان الاحتلال من ارتكاب أي حماقة، أو خطأ في الحساب بالتوهم أن عملاً عسكرياً مهما كان صغيراً أو محدوداً تحت شعار نزع خيمة المقاومة في مزارع شبعا ، يمكن أن يمرّ بصيغة محدودة ، أو ما يسميه جيش الاحتلال بالأيام القتالية ، لأن الأمور لن تكون كذلك ، وكل مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات. وهذا التحذير تعبير عن مواكبة لدى قيادة المقاومة للنقاشات التي تجري داخل كيان الاحتلال على إيقاع الانقسام وحرب الاستنزاف في الضفة الغربية، والنصائح التي يتلقاها المستوى السياسي والعسكري في الكيان للقيام بعمل عسكري محدود على حدود لبنان، يردّ الاعتبار للحديث عن استعادة قدرة الردع ، ويعيد ترميم الداخل ، ويكون رسالة قوية للضفة الغربية ومقاومتها.
ويريد السيد نصرالله من رسالته أن تلعب الدور المعاكس، في إثبات تراجع قدرة الردع لدى الكيان، وتعزيز صمود الضفة الغربية، والاستثمار على تنمية الانقسام والتآكل داخل الكيان.