المغرب يعطل لجنة القدس خدمةً للعدو
ان تقف إلى جانب الغاصب المجرم فأنت شريك فى الجرم ، وقد ورد فى الحديث الشريف أن الراضى بالظلم شريك للظالم فى جرمه ، ومن المعروف أن السكوت عن إدانة الظلم ظلم أيضا ، وان الصمت فى هذه الحالة يعتبر نوعا من المشاركة للظالم فى جنايته .
ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى يوم القدس العالمي الذى أعلنه الامام الخميني الراحل ، واعتبر أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام هى اليوم المخصص لإعلان مناصرة القدس ، ورفض العدوان الإسرائيلي الظالم بحق الشعب الفلسطيني والمدينة المقدسة ، وهو يوم يخرج فيه الاحرار والشرفاء مناصرين للقدس منددين بالسياسات الإجرامية للعدو الصهيونى الغاصب ، فى هذه الظروف والشعب الفلسطيني يجاهد حماية للقدس والمسجد الأقصى من تطاول الصهاينة وانتهاكاتهم للحرم الشريف ، حرى بكل حر فى العالم أن يقف إلى جانب الحق الفلسطينى ويناصر المقاومين المدافعين عن الاقصى الشريف وعموم الأراضى الفلسطينية المحتلة ، لكن ماذا نقول بخصوص المنتمين زورا للقدس ، المدعين باطلا أنهم أنصارها والمدافعون عنها ؟ ماذا نقول عن إصرار المغرب تحت حكم ملكه الظالم الفاسد المرتمى فى أحضان الصهيونية الحاقدة والغرب المنافق اصراره على وضع العراقيل أمام محاولات نصرة القدس ، ماذا نقول عن رئيس لجنة القدس المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي وهى ترفض الاجتماع – مع أنه امر شكلى – لبحث الانتهاكات الصهيونية المستمرة والعدوان المتواصل من قطعان المستوطنين المحميين بشرطة العدو وجيشه ومؤسسته الأمنية ككل ؟
المغرب بحسب الإخبار يرفض طلبا تقدمت به الجزائر لعقد اجتماع للجنة القدس .
ان الملك محمد السادس هو رئيس هذه اللجنة ، ولانستغرب إذا علمنا أن هذه اللجنة اجتمعت مرتين فقط منذ إنشائها قبل عقدين من الزمن ، على الرغم من تواصل العدوان الإسرائيلي على فلسطين ككل والاقصى على وجه الخصوص ، والحال أنها لجنة مختصة بالقدس وعليها الانعقاد المتواصل خاصة فى هذه الأيام حتى تناصر المظلومين وترفع الصوت محذرة من العدوان الإسرائيلي داعية إلى وقفه على أقل تقدير أن لم تتحل بالشجاعة وتدعو إلى تحرير القدس وطرد المحتل الغاصب منها .
ان الرفض المغربى الصريح لانعقاد اللجنة هو فى حد ذاته عمل مستنكر فهو يصب فى مصلحة العدو ويعطيه الضوء الأخضر للسير قدما فى إجراءاته الهادفة إلى تهويد المدينةوالمقدسة وطمس هويتها ، والموقف المغربى هذا يقع فى دائرة التبعية والارتهان للعدو المجرم ، وهى مواقف مخزية من المطبعين الذين دأبوا على خدمةً العدو وخيانة الأمة وقضيتها المركزية الا وهى فلسطين والمسجد الأقصى .
المغرب بتعطيله الاجتماع إنما يقتل لجنة القدس ويمنع الأمة من حلم تحقيق الوحدة والتصدى للعدو مجتمعين .
بقلم: سليمان منصور