المجتمع الدولى ومأساة السودان
حرب شعواء تدور في السودان منذ ستة عشر شهرا وماتزال الأطراف المتصارعة تكثف عملياتها العسكرية والمواطن هو الضحية سواء على صعيد دفعه نتائج العمل العسكرى المباشر من قتل وهدم للبيوت وتدمير لكل البنية التحتية او اغلبها ، أو وقوع آثار اخرى للحرب تتمثل في النزوح واللجوء وتفاقم المعاناة في هذه الظروف ثم جاء الغلاء الطاحن وفقدان كثير من الناس مصادر دخلهم والأمراض التي استشرت في البلد وتفشي الاوبئة مصحوبة بنقص حاد في تقديم الخدمات العلاجية في ظل انعدام الدواء وقلة الكادر الطبي وكل هذه عوامل تزيد من آثار الحرب وتلقي بظلال سالبة على الناس مع رسم صورة قاتمة عن الوضع الحالى وما يمكن أن تؤول اليه الأمور ، ونقرا ونسمع عن دعوات المجتمع الدولى لتسهيل مرور الإغاثة إلى المحتاجين وتنعقد في جنيف مباحثات تحت هذا العنوان هذه الأيام تبحث عن سبل إيصال العون إلى المحتاجين كما يقول القائمون على امر المؤتمر.
ونتساءل هل أمريكا ومن معها في مفاوضات جنيف جادون في حديثهم عن العون الإنساني وضرورة إيصال الغذاء والدواء إلى الشعب السوداني الذي طحنته الحرب؟
نقول هل المشكلة الان هي في إيصال العون؟ قطعا لا ، ومع الإقرار بأن هناك مناطق يتعذر الوصول إليها بسبب اشتداد وتيرة العمليات العسكرية فماذا عن المناطق الاخري التى لا تستعر فيها الحرب بشدة؟ اليست هناك مناطق خف فيها القتال بدرجة أصبح سهلا على اتيام الإغاثة الوصول إليها فلماذا لا يتم تقديم العون لأهلها؟ واليس هناك مناطق كانت الحرب مشتعلة فيها ثم خفت اوارها فلماذا لاتتم اغاثة أهلها؟ واليست هناك مناطق ليس فيها حرب اصلا؟ فما الذي يحول بينها ووصول العون إليها؟
يتحدث المنظمون لمؤتمر جنيف عن سبل وصول العون لمستحقيه لكنهم لا يشيرون إلى فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته وتوفير المال اللازم لعملية الإغاثة ، ونعلم ان الأمم المتحدة كانت قد طلبت قبل أشهر مبلغ 4 مليار دولار لمقابلة الاحتياجات
الإنسانية العاجلة في السودان لكن المجتمع الدولى لم يستطع الوفاء بهذا الالتزام الإنساني والاخلاقي إذ خلال أشهر لم يتم توفير الا 20 ٪ فقط من هذا المبلغ مما اعتبره كثيرون فشلا يستدعي إعادة النظر في تعاطي المجتمع الدولى مع القضايا الإنسانية.
ولابد من القول ان العالم اجمع مطالب بعدم تسييس القضايا الأخلاقية والانسانية وهذا ما يجعلنا نقول انه لا مؤتمر جنيف ولاغيره يصلح لعلاج المشكلة ما لم يتصف القائمون على أمره بالأخلاق اللازمة.
سليمان منصور